بقلم الأديبة…. داليا السبع
الحياة دائما ما تبحث لها عن بدايات جديدة لا تتوقف أبدا، فعندما ينتهي شيء يحاول أن يجد بديلا له، ربما في صورة حياة جديدة لشيء أخر، بداية تظل ترفض النهاية طالما شمس الحياة تسطع كل يوم والنهار يعقب سواد الليل، والشهيق يتبعه الزفير حتى تفنى الحياة وتنطفئ جميع الأضواء.
الشغف بالحياة
“الصرخة” أول ما نشق بها مسيرتنا في الحياة إعلان من نوع غريب يستدعي التأمل، هل لكي ننعم بالحياة ومافيها علينا أن نصرخ؟ هل يرتبط الشعور بالألم بكيفية تذوق جمال الحياة واكتشاف ملاذها؟
نأتي الحياة بأمر ومشيئة الله سبحانه وتعالى خلقنا لأعمار الأرض لنتعارف ونتآلف ونتكاثر ونتعدد لنكون مجتمعات وشعوب، نتعلم ونعلم ونفيد ونتطور، نتحدى الوجود بإبهار ليس أحد سوانا نحن من نبهر أنفسنا لا جنسا أخر معنا بإنجازاتنا وبما نصل إليه، نعلم تمام العلم مساوئ التطور والحداثة وما تأتي به من سلبيات تصيب المناطق الواهنة منا، تلك تضرب بؤر الضعف لا القوة فتحدث العدوى التي نعود وتستخدم التطور ذاته والتقدم الهائل الذي حققته البشرية لنعالج هذه العدوى قبل أن تستشري ويصعب علاجها .
الحياة “the life” مصطلح عندما نتمعن فيه يتبادر إلى الأذهان مظاهرها المختلفة المبهجة لأنها في ذاتها مصدر ترفيه وجماليات مختلفة، ولكن كل منا له منظوره الخاص عين ثالثة مختلفة تماماً حسب حالته النفسية، إن كانت سعيدة مبتهجة تعشق التحدي تعمل من أجل تحقيق الذات تهوى الترفيه و المغامرة ومعرفة كل جديد تؤمن بأن لا تغير يأتي من فراغ لا نتائج
تحدث دون تجارب لا مقابل دون تعب وجهد وعمل متواصل سترى الحياة أجمل متع خلقها الله سبحانه وتعالى، وإن كان الشخص بطاقات سلبية أفكار محدودة وعدم القدرة على اكتشاف الجديد والجميل آفاق منغلقة ورؤية منطوية وجهد لا يكاد أن يكون مبذولاً من أجل تحقيق الذات شخصيات تنظر تنتقد ترى نصف الكوب الفارغ فقط فاقدة لحواس التذوق والشم و الاحساس بالحياة
ريبوتات وأجساد هيكلية فارغة المحتوى تقوقع نفسها في دائرة النصيب والقدر والمكتوب، ولكن بأي منطق؟! هل كُشف عنك المستور وأصبحت بين ليلة وضحاها ممن يعرفون المستقبل والمكتوب والمقدرات، إنها أفكار داخل أطر فولاذية لن تستطيع تغير منطق أصحابها ورؤيتهم للحياة وكيفية الإستمتاع بها.
يتبادر إلى ذهني سؤال أراه يتبادر إلى أذهانكم أنتم أيضا هل يشعر الإنسان بالسعادة المطلقة بوجوده وحيدا في هذه الحياة أم مع وجود الآخر ؟
علاقة الإنسان بالآخر نضعها بين أقواس ونكثر من علامات الإستفهام
التي تدفعنا بدورها لطرح عدد من التساؤلات ما الذي يحدد علاقة الإنسان بالآخر ؟
تتحدد هذه العلاقة مرتكزة على عدة محاور منها التشابه الفكري والتوجهات الواحدة والميول والصفات المشتركة والثقافة الفكرية والدرجة العلمية فأصحاب العلوم المختلفة كالطب مثلا يجتمعون معا وأصحاب الفكر من الأدباء والمثقفين يجتمعون معا وأصحاب رؤس الأموال يجتمعون معا إذ تربطهم صفات مشتركة، فوجودهم مجتمعين على أسس الميول الفكرية الموحدة والصفات الشخصية المتقاربة وهناك محاور أخرى تحدد العلاقة كالمنفعة والمصالح الشخصية التي تعتمد على المقابل سواء كان مادي أو خدمي، لكل منفعة ما بقدر ما تعطي بقدر ما تأخذ وهى علاقة موجودة وسائدة فيها من التكيف الكثير لديك ما يحتاجه الأخر ولديه ما يعطيه لگ أنت في حاجة له، هذه علاقات تكاملية تكيفية ثابته لضمان استمرار المصالح والاحتياجات .
فابتعد عن الأسئلة المحيرة هل نبتعد عن الآخرين ؟ مالذي يحدد الثقة في الآخر كيف نحدد مساحة العلاقة مع الآخرين ؟
لا ترهق نفسك بالتفكير، العقل ميزان كل شيء يسانده الاحساس ومبدأ الإنسان في تنظيم حياته تلك أمور كفيلة بتقيم العلاقات الإنسانية كونها تستحق أن تكون داخل حياتنا الشخصية أم تركها والاستغناء عنها كونها تسبب أمراضا نفسية وأزمات أجتماعية وعراقيل حياتية لا تأتي بفائدة على الإنسان نفسه سوى عدد من المنغصات الحياتية إلى أن تستمع لصوت صاخب داخلگ يخبرگ ابتعد فقط عن العلاقات الشائكة !
Discussion about this post