أثر لا يمحي .. قصة عروسة وحصان توارثتها الأجيال عمرها 1000 عام أبهجت قلوب الصغار والكبار
بقلم أسامة خليل
أيام قليلة ويهل علينا المولد النبوي الشريف، وكعادة المصريين منذ العصر الفاطمي، نشهد احتفالات وطقوسا أساسية خاصة بهذه المناسبة، من أهمها شراء حلاوة المولد، الممثلة في عروسة أو حصان أو قطع الحلوى المختلفة بألوان مبهجة تغمرها المكسرات، وينتشر بيعها هذه الأيام من خلال شوادر الحلوى وبعض المحلات التجارية والمجمعات الاستهلاكية.
وتُعتبر العروسة والحصان وحلاوة المولد، من أشهر الموروثات التي ارتبطت باحتفالات المولد النبوي الشريف، حيث كان السلطان المملوكي قنصوه الغوري، يقيم احتفالاً ضخمًا في المولد النبوي الشريف، تُنصَب فيه خيمة كبيرة في وسطها قبة مرفوعة على أربعة أعمدة مرتفعة، وتُزيَن بالأواني والأطباق النحاسية ويجلس على رأسها السلطان الغوري، ومن حوله القضاة والأمراء وأعيان البلاد والقرَّاء والوعَّاظ، وتُمَد الولائم الحافلة بمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات.
ورث المصريون الاهتمام بالاحتفال بالمولد النبوي عن أجدادهم، حيث بدأت فكرة الاحتفال على يد الدولة الفاطمية عام 973 هجريا، في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.
وظهرت حلاوة المولد في العصر الفاطمي، حيث كان الفاطميون ينتهزون المناسبات الدينية والعامة لاستمالة الناس فكانوا يعدون الولائم أثناء المولد النبوي ويتضمن ذلك صنع الحلوى وتوزيعها على الحاضرين، وذلك حسب كتاب تاريخ الدولة الفاطمية.
زوجة الحاكم بأمر الله سبب ظهور عروسة المولد
كان الحاكم بأمر الله يحب إحدى زوجاته كثيرًا، وفي أحد الاحتفالات بذكرى المولد، أمر بخروجها معه ذات يوم، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين فقام صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب حلوى بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه وصنعوه من الحلوى.
كما ارتبطت عروس المولد بفلسفة خاصة عند المصريين، الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوي للمساكين في ذكري المولد النبوي.
حرص الحكام الفاطميون على تشجيع الشباب لعقد قرانهم يوم المولد النبوي، وهو ما جعل صناع الحلوى يبدعون في تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتي كانت تقدم كهدايا.
وتؤكد الشواهد التاريخية أن عروس المولد مصرية خالصة ويحاول بعض المؤرخين الربط بينها وبين تقليد عروس النيل في عهد المصريين القدماء، وتوارثها المصريون عبر الزمن الاحتفال بالمولد النبوي حتى عصرنا الحالي ولم تتغير مظاهر الاحتفال كثيرا عن العقود الماضية خاصة في الريف والأحياء الشعبية في المدن الكبرى.
Discussion about this post