“الصوفية ” تهذيب النفس وكل مايخصها
كتبت / ساندي عادل
الأناشيد الدينية والتواشيح و حلقات الذكر و غيرها من الأساليب العديدة التي تصفي النفس والذهن و يقشعر لها البدن عند سماعها حبا في الله سبحانه و تعالى و رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام و غيرها من الاساليب و الطرق التي تعبر عن هذا الحب الإلهي و منها ” الطريقة الصوفية ” و التي أثارت على مر العصور الكثير من الجدل بين مؤيد لها و معارض يصفها بالكفر .
و بالبحث عنها وجدت أن ” الصوفيين ” يعتبرونها ركن من اركان الإسلام و ليس مذهب ، لاعتماد الصوفية على ثلاثة أركان وًهي (الإسلام، الإيمان، الإحسان ) فالأولى أهتم بها علم الفقه ، والثانية هي علم العقيدة أما (الإحسان ) فهو الوجه الأخر للتصوف وهو السلوك وتهذيب وتربية النفس و القلب وتطهيرها من الرذائل و تحليها بالفضيلة .
الطريقة الصوفية و نشأتها
تضاربت المعلومات حول نشأة الطريقة الصوفية فبعض الكتب ذكرت وجودها في عصر الصحابة رضي الله عنهم وبعض الكتب و المراجع التاريخية الأخرى ذكرت أن ظهور حركة التصوف في العالم الإسلامي كانت في بداية القرن الثالث الهجري في شكل نزعات فردية تدعو إلى الزهد الشديد و قوة العبادة و تطورت بعدها هذه النزعات و اصبحت طرقا مميزة و مشهورة و أطلق عليها ” الطرق الصوفية ”
تعريف ” الصوفية ” لغويا
تعددت الآراء حول الأصل اللغوي لكلمة ” الصوفية ” فمنهم من قال أنها ليست عربية وإنما يرجع أصلها الي اللغة اليونانية بإستخدام كلمة ” سوفيا ” باللغة اليونانية و تعني الحكمة و البعض الآخر يرى أنها ذات أصول عربية استنادا إلى بعض الألفاظ العربية و منها
انها من ” الصفة ” أي أن التصوف هو الاتصاف بمحاسن و مكارم الأخلاق والبعد عن المذموم منها .
و أنها من ” الصف ” أي أنهم في الصف الأول بقلوبهم في حب الله و التسابق في سائر الطاعات
و أنها من ” الصوف ” لأنهم كانوا يلبسون لبس الصوف الخشن للتقشف و الزهد في متاع الدنيا .
طرق الصوفية
تعددت الطرق الصوفية و اختلفت بأختلاف كل شيخ و طلابه ومريديه و البيئة الاجتماعية التي حولهم فبعض الشيوخ أتبع طريق الشدة في تربية مريديه و منها كثرة الصيام و السهر و كثرة الخلوة و الابتعاد عن الناس وكثرة الذكر و البعض الاخر اتبع طريقه اللين في تربية مريدهم فلا يلزمهم بالخلوة و الابتعاد عن الناس و لا كثرة الصيام و قيام مقدار من الليل .
كما أن للطرق الصوفية شارات ملونة يتميز بها كل طائفه
” الرفاعية” يتميزون باللون ” الأسود أما ” القادرية ” باللون الأخضر. و ” الرحمانية ” باللون البرتقالي. و ” الأحمدية” باللون الأحمر. أما ” البرهانية ” فإنها لا تتميز بلون واحد كسائر الطرق بل تتميز بثلاث ألوان هي الأبيض الذي تميز به ” إبراهيم الدسوقي ” والأصفر الذي تميز به ” أبو الحسن الشاذلي” والأخضر وهو كناية عن شرف الإنتساب لأهل بيت نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن هناك أكثر من خمسة و عشرون مدرسة و طريقة صوفية و لكن أشهرها في العالم الإسلامي
١- الطريقة القادرية : نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني و نجدها منتشرة في بلاد المغرب العربي وسوريا والقوقاز و العراق ومصر والبوسنة وآسيا الوسطى وشرق أفريقيا وجنوب آسيا والهند وباكستان .
٢- الطريقة السعدية : نسبة الى الشيخ سعد الدين الجباوي و نجدها منتشرة في بلاد الشام و الانبار.
٣- الطريقة الرفاعية : نسبة الى الشيخ أحمد بن علي الرفاعي و نجدها منتشرة في مصر و سوريا و العراق وغرب آسيا و باكستان و المغرب العربي و الهند .
٤- الطريقة الأحمدية او البدوية : نسبة إلى الشيخ أحمد البدوي و نجدها منتشرة في مصر و غرب العراق و و الهند و باكستان و المغرب العربي و الهند .
٥- الطريقه البرهانية الدسوقية : نسبة الى الشيخ ابراهيم الدسوقي و نجدها منتشرة في مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا ودانمارك ولوكسمبرج وهولندا وروسيا والسويد وسويسرا والمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا واليمن والإمارات العربية المتحدة والكويت وباكستان ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
“الصوفية ” تهذيب النفس وكل مايخصها
٦- الطريقة الشاذلية : نسبة إلى الشيخ أبو الحسن الشاذلي و منتشرة في مصر و السودان و الحجاز و المغرب العربي و سوريا و اليمن و الهند .
٧ – الطريقة المولوية : نسبة إلى الشيخ جلال الدين الرومي و منتشرة في آسيا الوسطى وتركيا و حلب و غرب بيروت و تونس .
مصطلحات صوفية
لكل علم مصطلحاته الخاصة التي لا يعلم معناها سوى أصحاب و مريدين هذا العلم كذلك للصوفية بعض المصطلحات التي أطلقها
” الصوفيون ” لتصوير ما يدور في وجدانهم و منها
الأنس : هو ارتفاع الحشمة مع وجود الهيبة.
الإتصال : وهو أن ينفصل العبد بسره عما سوى الله، فلا يرى بسره غيره ولا يسمع إلا منه.
التجريد : وهو أن يتجرد العبد بظاهره عن الأعراض .
الجمع أي جمع الهمة : وهو أن تكون الهموم كلها هما واحدا وهو الله.
أشهر علماء و أئمة الصوفية
الشيخ عبد القادر الجيلاني – الشيخ جلال الدين الرومي – الشيخ أحمد البدوي – الشيخ أبو الحسن الشاذلي – الشيخ ابراهيم الدسوقي
وغيرهم من التابعين و الشيوخ الذين أتبعوا احدى الطرق الصوفية ومنهم ( الحسن البصري – ذو النون المصري – أحمد الرفاعي – ابراهيم الدسوقي – مصطفى محمود )
و في النهاية نجد ان جهاد و تهذيب النفس والبعد عن المعاصي و الاخطاء ما هو إلا منهج من المناهج والأصول التي حث عليها الدين الإسلامى .
Discussion about this post