هي معرفة الناس كنوز ولا البعد عن الناس غنيمة طيب يعني نبعد حبه تزيد المحبة و لا يمكن البعيد عن القلب بعيد عن العين ، يعني حلاوتها في حموتها و لا كل تأخيرة وفيها خيرة طيب يا سيدي نصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب و لا فعلا القرش الأبيض ينفع في اليوم الاسود ، يعني الغايب ملوش نايب و لا يمكن الغايب حجته معاه .
كل هذه الاقوال الماثورة و الأمثال الشعبية وغيرها التي نرددها منذ زمن بعيد و أصبحت من موروثات التراث المصري و لكننا لا نعلم من أطلقها و ماذا كانت المناسبة التي قيلت فيها و لكن السؤال الأهم هو ما سبب هذا التناقض هل هو مبرر لكي نفعل أشياء خاطئة و نتحجج و نستند لهذه الأقاويل كي لا نقع تحت طائله اللوم و العتاب أم هذا التناقض يدل علي اختلاف البيئة أو الطبقة الاجتماعية التي نشأ منها المثل أو هو دليل على ازدواجية النفس البشرية و شخصية المجتمع المصري .
و لكن من جانب آخر نرى أن العدد الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة لها قصص واقعيه حدثت بالفعل و أطلقت عند حدوث موقف او حادثة بعينها و أصبحت متداولة من جيل إلى جيل حتى يومنا هذا و من أشهرها
” اللي اختشوا ماتوا ” وهو يحكي قصه واقعيه حدثت بالفعل في عهد المماليك حيث ذلك الوقت لم تكن الحمامات منتشرة في جميع المنازل و كانت هناك حمامات عامه تذهب إليها النساء للاستحمام وفي احد الايام حدث حريق بإحدى الحمامات العامه فخرج بعض النساء عرايا لينجو بأنفسهم من الموت و البعض الاخر من النساء اختاروا البقاء في الداخل حتى ماتوا جميعا و من أطلق هذا المثل ” اللي اختشوا ماتوا” .
” إحنا دافنينه سوا ” و قصته انه كان هناك رجلان يبيعان الزيت متجولين على حمار و في يوم من الايام مات الحمار و بدأ صاحبه بالبكاء الي ان صاح فيه صديقه قائلا كف عن البكاء لقد خطرت لي فكره إذا قمنا بتنفيذها سوف نجني الكثير من المال وهي أن ندفن الحمار و نبني فوقه ضريح و ننشر بين الناس انه ضريح احد اولياء الله الصالحين و نحكي للناس عن فضائله وكراماته و بالفعل قاموا ببناء الضريح و أتى اليه العديد من الزائرين و اعتادوا على زيارة الضريح و تقديم التبرعات و النذر لهذا الصالح و لكن دب الطمع في نفس أحد الصديقين فذهب في اليوم التالي و قال لصديقه لقد جاءني هذا الصالح في المنام و طلب مني ابعادك عن الضريح و الا سوف يحل غضبه علينا و سأله صديقه من هذا الصالح فرد عليه المدفون تحت الضريح فضحك صديقه ورد عليه باستهزاء ” إحنا دافنينه سوا ” .
” اللى ميعرفش يقول عدس ” و يحكي عن تاجر حبوب و بقوليات في يوما ما داهم اللصوص دكانه و استولوا علي النقود و بدأوا بالفرار و اخذ هذا التاجر بالركض ورائهم حتى تعثر احد اللصوص و سقط عندما تعثر بكيس من العدس و انتشر العدس علي الأرض فضحك المارة علي التاجر ظنا منه أنه يقوم بمطاردة اللص من أجل العدس فرد عليهم التاجر ” اللي ميعرفش يقول عدس ” .
” دخول الحمام مش زي الخروج منه ” و يحكي قصة رجل قام بافتتاح حمام تركي و قام بإعلان أن دخول الحمام بالمجان بمناسبة الافتتاح فتسارع إليه العديد من الناس للاستحمام و لكنهم فوجئوا عن الخروج أنه يحتجز ممتلكاتهم الشخصية لحين دفع المال الخاص بالاستحمام و قال له أحدهم انه أعلن ان دخول الحمام مجاني و أجابه صاحب الحمام قائلا نعم و لكن ” دخول الحمام مش زي الخروج منه “.
” ما هي كوسة ” و أطلق في عهد المماليك حيث كانت تغلق أبواب المدينة أمام التجار المتأخرين و يبقوا خارج المدينة حتى الصباح ولكن كان الحرس يستثنوا تجار ” الكوسة ” و يسمحون لهم بالدخول للمدينة لان الكوسة من الخضروات سريعة التلف وهنا أطلق بعض التجار الآخرين مقولة ” ما هي كوسة ” كدليل على الواسطة و تفضيل شخص على آخر .
كل هذه الأمثلة و غيرها من الأقوال المأثورة ليست وليدة أفكار شخص او مجموعة بعينها ولكنها ارتبطت بمواقف وحوادث واقعية كان لها رد فعل من احد الحاضرين و ظلت متوارثة علي لسان الناس جيل بعد جيل لتبقى الأمثال الشعبية من أهم أجزاء التراث المصري الذي لا يمكن الاستغناء عنه
Discussion about this post