ذكرى من النّور
من شعر الأسرة
ومن قصيدة طويلة لوالدي الشّاعر الأديب الأستاذ الشّيخ / محمد عبد المقصود غانم . المولود سنة ١٩٠٥ م والمتوفي سنة ١٩٨٩ م . وكان من كبار علماء الأزهر الشّريف
وهذه هي المرّة الثّالثة التي تُنشر فيها هذه القصيدة
أمّا المرّة الأولي فكانت سنة ١٩٤٢ م تاريخ نظمها ، وقد نشرتها جريدة القاهرة في حينها
وأمّا المرّة الثّانية فكانت في سنة ١٩٥٣ م ، عندما تناولها أحد عمالقة النّقد الأدبي في العصر الحديث بالنّقد والتّحليل مع ترجمة للقصيدة والشاعر وذلك في أهمّ كتبه النّقدية الّتي أصدرها .. وقد ضمنت كلّ ذلك كتابي ” جواهر الأدب العربي ” الّذي سينشر لاحقا .. بإذن الله
يقول الشّاعر :
ذكري من النّور ، أو نور من الذّكري
بدا سناه ، فشعَّت بينه البشري
ذكري الهوي والشّباب الغضّ والأمل النّ
شوان. ، والصّبوات الحلوة السكري
ذكري ليال طواها الصًمت ، واختنقت
في الغيب – والهفي – أنفاسها الحري
عدَت عليها العوادي في ملاعبها
فحوّلتها رغم الصّبا قبرا
وأحرّ قلباه ! من دنيا نشرت بها
ذكري غرامي فلم تنشر له ذكرا
لم يبق لي عندها أو عند خافقها
ذكرى من النّور أو نور من الذّكري
ذكرتها وضفاف اللّيل حالمة
على الوجود ، فأجريت الدّجى شعرا
قد رقَّ كالخمر حتّى شفَّ عن ألمي
وراق كالحبّ ، يهدي روحي الحيري
وانساب كالنّسمات النّاعمات إلى
ليلاي ، يستبق القلب الّذي أسرى
ودبَّ كالفجر في أحشاء داجية
على سرير تحدى الرّوضة البكرا
هفا إليها لترضى وهي غافية
فما ألانت له عطفا ولا خصرا
لم يبق في صدرها القاسي لعاشقها
ذكرى من النّور ، أو نور من الذكرى
سل مقلة الليل في وجه السّماء وسل
في حبّنا وهوانا الرّوض والبحرا
وإن رأيت علي صفحاته ثبجا
من الدّماء ، ولو تعلم لها سرّا
فهي العصارة من جفني في وله
ومن عصارة جفنيها هي الأخرى
وعُد إليها وذكِّرها هوى كفرت
به ، ولا تمح من صفحاتها الوزرا
وقل لذات الهوى والدّل ، مهجته
لن تستريح علي الدّنيا ولن تبرا
ماذ ا جنيت فماتت بين أضلعها
ذكرى من النّور ، أو نور من الذّكرى
كفرتُ بالحبّ لمَّا ذُقت قسوته
ونلت منه الأسى والظلم والغدرا
قد عشت نشوان أرعي في خمائله
عهدا . وأقبس من لألائه الطّهرا
وهمتُ في أفقه روحا مسبّحة
وكم تبتَّلتُ في محرابه فجرا
واليوم يحترق القلب الجريح ، وتط
ويه الحياة . كما يطوي الرّدى العمرا
هذي جنازته الحمراء سارية
دم الشّهادة يندى فوقها عطرا
في ذمة الله والأيام شاهدة
ذكرى من النور ، أو نور من الذّكرى
إلخ القصيدة
ويبلغ عدد أبياتها ثمانين ٨٠ بيتا
محمد عبد المقصود غانم






































