أنماط الغناء في حلب
عماد مصطفى
تحت رعاية مديرية الثقافة في حلب، اختتمت المحاضرة الثقافية الفنية بعنوان “أنماط الغناء في حلب” التي قدمها الباحث الموسيقي الفنان عبد الحليم حريري في دار الكتب الوطنية. كانت المحاضرة تجربة غنية ومفيدة تناولت تاريخ الغناء في حلب وأشكاله المتعددة، وشهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور الذين استمتعوا بمعلوماتها القيمة.
وفي حديث خاص نوه حريري ان مدينة حلب اشتهرت منذ قرون كمركز ثقافي وفني في العالم العربي. للغناء فيها جذور عميقة، تعود إلى العصور الوسطى حيث تأثرت المدينة بشكل كبير بالثقافات المحيطة، مما أسهم في تشكيل أسلوبها الفني الفريد.
واضاف حريري تعد أنماط الغناء في حلب واحدة من أبرز مظاهر التراث الفني للمدينة، حيث يمزج الغناء بين الألوان الشعبية والشرقية. تنوعت الأنماط بين الموشحات، الأغاني الشعبية، والفلكلورية. كل نمط يحمل دلالات ثقافية وجمالية تعكس حياة الناس وتقاليدهم. تناولت المحاضرة بشكل خاص الموشحات التي تعتبر من أهم الفنون الموسيقية في حلب، وغالباً ما يؤديها المغنون بأسلوب يعكس المهارة العالية والتفرد.
شهدت المحاضرة استعراضًا لأبرز الشخصيات الفنية التي ساهمت في تطوير هذا الفن في حلب. من بين هؤلاء نجد عبد الوهاب المسيري، الذي يعتبر من رموز الغناء الحلبية، حيث دمج الألحان التقليدية بإبداعات جديدة. كما تم ذكر أسماء أخرى مثل صباح فخري، الذي ارتبطت باسمه الكثير من الأغاني والمزاج الفني لهذه المدينة، مما ساهم في نشر الغناء الحلبى خارج الحدود.
من خلال المحاضرة، أصبح الحضور أكثر إدراكاً لأهمية الفنون في الحياة اليومية. وكيف يمكن للغناء أن يكون وسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر الإنسانية. كما أظهرت المحاضرة التفاعل الكبير بين الحضور، وطرح العديد من الأسئلة والمداخلات التي أغنت النقاش. هذا المستوى من الاهتمام يعكس الأهمية المستمرة للغناء في الثقافة الحلبية.
محاضرة “أنماط الغناء في حلب” كانت نافذة مهمة لفهم تاريخ المدينة الفني. وقد أظهرت كيف أن الفنون، بالرغم من تقلبات الزمن، تظل تعبيرًا حيًا عن الثقافة والمجتمع. من المتوقع أن يستمر هذا الزخم الفني، مما يعزز مكانة حلب كمركزٍ للثقافة والفنون في العالم العربي.






































