( كتاب في سطور)
“ديوان سعد الدين بن عربي “.
تحقيق الدكتور فرج الحوار (متوفر في معرض الكتاب وبعض المكتبات الكبرى بتونس العاصمة )
صدر عن الدار المتوسطية للنشر بتونس في 410 صفحات من الحجم الكبير سنة 2021 .
اختلفت المصادر التي ترجمت أشعاره في اسمه , إذ اقتصرأغلبها على اسمه الثلاثي , أي محمد بن محمد بن عليّ , متبوعا بكنية والده ” الشيخ الأكبر و الكبريت الأحمر , وابن افلاطون , محي الدين ابن عربي ” .
وقد نظم سعد الدين بن عربي في كل الأغراض التقليدية , باستثناء الهجاء . ولكن القصائد والمقطعات الخاصة بالمدح والرثاء والغزل والإخوانيات والمواعظ والحكم تعدّ قليلة جدا مقارنة بالمقطعات التي خصصت لوصف الغلمان وصنائعهم . وهو ما يفسر أن الشاعر قدّم , من قبل دارسيه القدامى والمعاصرين , باعتباره مبدع هذا الغرض ورائده الأول , واستحق بناء عليه صفة “شاعر المهن والصناعات” .
وفي ما يخصّ الغلمانيات تحديدا , تجدر الإشارة أن هذا الشاعر لا يمكن بأية حال من الأحوال إدراجه ضمن أقطاب الغزل بالمذكر لأن شعره في هذا الباب , خلافا لأشعار المتقدمين ولأشعار معاصريه, ومن تلاهم من وجوه هذا الغرض , خال تماما من الإحالات الحسية ومن فحش العبارة .
والحقيقة أن الناظر في هذا الديوان والمتفحص لمعانيه لا بد أن يلاحظ بدون أدنى عناء أن الشاعر كان مقرا بفضل والده , مقتنعا بصحة عقيدته الصوفية , وهو ما يفصح عنه بجلاء المعجم الصوفي المنبث في مقطعات و قصائد كثيرة من هذا الديوان وفي الإحالة على بعض العادات التعبدية الصوفية, ممثلة في السماع والرقص , على وجه الخصوص, هذا فضلا عن المقطعات التي صاغها على مثال الشعر الصوفي , وعكس أبيه فقد اتجه اتجاها أدبيا شعريا , بعيدا عن التصوف , وخالف سنة والده واختلف عنه طريقة ومنهاجا.
Discussion about this post