وردة بائسة في عيد الحبّ
في الرّابع عشر من فبراير
تستيقظ المدينة على وجوه نصف محبّة
الهواء يغرق في عطر مُصطنع
الشّوارع تلمع تحت أقدام العاشقين
كمرآة مشروخة
تعكس آمالًا فارغة
وأحلامًا تذوب تحت الأضواء
الحبّ يستيقظ متأخرًا
كالظّل المهزوم
يرتدي قناعًا قرمزيًا باهتًا
يبحث عن نفسه بين قلوب معروضة للبيع
في واجهات زجاجيّة لا تعكس شيئًا سوى الزّيف
صورته تتلاشى وسط الوعود الكاذبة
تتبخّر قبل أن تصل إلى القلب
على رصيف شارع مزدحم
وردة منسية
ذبلت ليست من العطش
بل من الأيدي العابرة الّتي لم تلامسْها بعاطفة
أوراقها تتساقط كأمنيات خائبة
رياح المساء تحاول إرجاع اللون المفقود
لكن بعض الأشياء حين تذبل… لا تعود
على طاولة تُضيئها الشّموع
يهمس عاشق بكلمات محفوظة
مبتذلة
وفي يده خاتم يشبه كلّ الخواتم
كأنها توقيع على عقد حبِّ مؤقت.
تتساقط الكلمات مثل أوراق خريفيّة
تمرّ دون أن تجد جذورًا
والزّمن يعيد نفسه… كأغنية مستهلكة
في الزّقاق المقابل
يبيع طفل وردة ذابلة
رجل متعجّل يشتريها
ويقدّمها لامرأة تنتظر شيئًا غائبًا
في سوق مليء بالزّهور البلاستيكيّة
تحاول أن تلمس الرّوح في الوردة الميتة
لكنّها تكتشف… أن الرّوح رحلت منذ زمن
الحبّ الّذي أعرفه
لا يزدهر بالهدايا
ولا يُقاس بالمواعيد
هو شتاءٌ دافئ رغم الجليد
ووهجٌ لا يخبو في الظَلام
الحبّ الّذي أعرفه
ينمو في شقوق الوقت
يبقى رغم الخسارة
ويزهر… حتّى بعد أن يُغلق السّوق
سوسن العبد
Discussion about this post