الدّمى 

أكره أن أكون دُمية

تتحرّك على مسرح الحياة

تؤدّي أدوارا لا تعنيني

وأنا المتقلّبة فى الحياة

وما يعنينى حقّا

ذلك البحر فى خلفية المشهد!

الدُّمى لا يجرى فيها دم الشّعر

ونحن لا نكتب الشّعر

فالشّعر فتيل الحياة يشتعل فى أعضائنا

بينما تتجمّد اجسام الدّمى بلا شعور الشّعر

الدٌمى تتحرّك على مسرح الحياة راكدا فى قلوبها البحر

الّذي يمتدّ فى شراييننا حتّى برزخ الرّوح

وبينه وبين النّهر دواماتٌ من سفر

وجثثٌ من دمى

الدُّمى أشجارٌ مقطوعة من الحياة غير مثمرة

ونحن تساقط رُطب الكلمات من جذوعنا

فتنبت الأرض بثمارنا بعد الموت

الدُّمى لا تستطيع النّظر فى عين السّماء فليس بعيونها نور

أمّا السّماء فهى مرآة أعيننا ونجماتها قناديل لنا

تصحب قلوبنا من غيمات

تلتفّ كقبعات فوق رؤوسنا من الليل إلى الليل

الدّمى ماتت يلفظها البحر

تزكم أنوفنا نحن العابرون على مرافئ الحياة

نبحث عن قنينة عطر ألقاها إلينا مسافر

علق فى موج أرواحنا

ولا يعرف كيف يُبلغ رسالة عشقٍ من ألف عام!

الدُمى لحظاتُ جفافنا الّتي نمقتها

نحن المتّقدات بالماء

فنشقّ عيونها ونخرج صوب عين الشّمس

نملأ الدّلاء من جوف الأرض

ونصبّها فى مخازن أرواحنا كلّ قيظ

الدّمى نحن إن جفّ فى مجرى دمنا الشّعر

ونحن لا نكتب الشّعر

نحن نوتاته.

….

نبيلة الفولي

Nabila Al-Foly