قصيدة حواء
بقلم / محمد حسن الشرقاوي
حوّاء حين اختليتُ بها والكونُ يرقبُنا
أهدتْ إليَّ ضياءَ الفجرِ مُبتسمًا
سافرتُ في عينِها، والرّوحُ هائمةٌ
كأنّني بينَ كفَّيها غدوتُ نَسَما
همستُ: “يا فتنةَ الدّنيا وزينتَها،
كيف استحالَ هواكِ العذبُ مغتنما؟”
فقالت: “إنّ الهوى نارٌ مقدَّسةٌ،
من مسَّها، صارَ للأشواقِ ملتزما”
أبحرتُ في وجْدِها، والليلُ يغمرُنا،
كأنَّ دربَ المُنى قد أُوقدَ النَّجما
قالت: “أتحلمُ أن نحيا بلا وَجَعٍ؟”
فقلتُ: “يكفيني أن نُبعَثَ نَغَمَا”
فضمَّني عشقُها، والنَّفسُ مُتَّقدٌ،
كأنّني فوقَ عرشِ الكونِ مُغتنِمَا
وفي سكونِ الدُّجى غنَّتْ مشاعرُنا،
لحنًا يُذيبُ جليدَ الصَّمتِ والكَلِما
وقلتُ: “يا زهرةَ الأيامِ، هل قدَرٌ
أن نستظلَّ بأوهامٍ وأنجُما؟”
فقالتْ: “الحبُّ أن نبقى على أملٍ،
مهما جفانا المدى، نبقى له حُلُمَا”
محمد حسن الشرقاوي
Discussion about this post