عالم موازٍ
بقلم/ د. دعاء محمود
الأهرامات معجزة القرون المتعاقبة، بناء حجريٌ ضخم، صخورٌ متراصة بشكل هندسيٍ دقيق، حيث يكتمل في النهاية لشكل هرمي متناسق.
يزوره آلاف البشر عبر مختلف الأزمان، أفواج السياح من بلاد العالم منبهرة بالإبداع، يحرس الأهرامات ” أبا الهول ” تمثال من صخر حجري على شكل أسد، ورأسه رأس إنسان، ليرمز للعقل والقوة في آن واحد.
يقف العالم احترامًا لمن بنى هذه البنايات الشاهقة، ولمن نحت هذا التمثال العظيم؛ انبهار بإبداع الشكل ودقة التصميم.
ولكن العبقرية المصرية تتجلى هنا في أبدع صورها؛ فالأهرامات عزيزي القارئ ليست مجرد ذلك البناء الضخم الذي يُدفن فيه الملوك تخليدًا لأجسادهم فقط، بل أثبتت الدراسات الحديثة أنها كانت مشروعات قومية لتشغيل الشباب، وتطبيق نظريات العلم الحديثة المكتشفة آنذاك، وأنها كانت ملساء السطح، ليست مدرجة كما هي الآن، وقد فسر البعض ذلك بعوامل التعرية عبر القرون، وقال المؤرخون أن “صلاح الدين” استخدم تلك الطبقة في بناء القلعة.
كما أن علماء الآثار حديثًا أكدوا أن المصريين القدماء قاموا بصناعة هذه الأهرامات من أجل توليد الطاقة من خلال النجوم، حيث يشير بناء الأهرامات، وترتيبها الي نفس شكل كوكبة النجوم فوقها، مما أثار الدهشة لدى العلماء.
هل كان الفراعنة القدماء على دراية حقيقية بهذه العلوم والأفلاك، أم أنها مجرد مصادفة.
وتتجلى عبقرية بناء الأهرامات أيضًا في وقوعها في وسط العالم القديم تمامًا؛ فهي تتوسط إفريقيا، أسيا، وأوروبا.
كما يقف العالم عاجزًا أمام إشارات تدل على بناءٍ أكثر عظمة مما يتخيلون؛ فكيف لشفرة الموس البارد أن تعود حادة كما كانت بعد أيام من وجودها على سطح الهرم؟!، وكيف للعسل الموجود في جراره باق كما هو منذ أن وضوعوه عند دفن الملك إلى أن تم إكتشافه؟!، ما هذه الرموز الساحرة تحت الأرض التي تقص علينا سيرة العظام منهم وكيف لم تتغير ألوانها حتى الآن ؟!
ومن أكثر الأمور عبقرية الغرف السرية التي مازلت تُكتشف حتى الآن تحت الأهرامات وأبا الهول، التي تخلد عالم موازٍ، بكل ما فيه من علوم، وثقافة، وإبداع.
هذا العالم حاضر معنا بقوة في عالمنا هذا، فقد تركوا لنا مكنوزات العلوم في موازاة ومحاكاة لعالمهم خلف تلك الأحجار موضوعة في الرموز المصرية المرسومة داخل الغرف السرية، تركوا لنا مفاتيح العلوم كلها؛ فهم يعيشون معنا الآن في عالم موازٍ تمامًا محاكٍ لما نحن فيه الآن؛ من بحث، تجريب، واختراع.
أسرار الإبداع، ومفاتيح الشرق في الاهرامات، ومفتاح السر وجودها في بلادي الساحرة المصونة “مصر”، الباقية رغم تقلبات الزمن عليها.
عالم موازٍ يجبر العقل أن يتساءل ( هل نحن في عالمنا الحقيقي الآن وبعد قرون طويلة سوف يأتي الفراعنة بما هم فيه من تطور وتقدم سابق لعصرنا الآن، أم أنهم بالفعل هم في قيد التاريخ ونحن مستقبلهم، ولكننا عاجزين عن فهم مكنوزاتهم فتأخرنا!!!!! ).
ذلك التطور والإبداع الذي يجبر العقل أن يقف احترامًا لهم، ويأخذ بعين البحث هذا العالم المواز الذي تركوه لنا كي نستطيع مجاراة التقدم العلمي الكبير.
الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود
مصر
Discussion about this post