مَنْ أنا وَمَنْ أنتِ ؟ 

 

 

‏

‏ مُحَاوَلَة

‏ 39

 

ذاتَ مَسَاءٍ

‏حَلُمتُ أَنَّ الفَضَاءَ أَمطَرَ عَلَيَّ

حِبرًا مِنْ مَحَابِرِهِ

‏أَنَّ النُّجُومَ رَاحَتْ تُملِي عَلَيَّ قَصَائِدَهَا

‏أنَّ زَمَنًا تَبَدَّلَ في تَحَوُّلاتِهِ

‏عَوَاصِفُهُ تُشْعِلُ النَّارَ

‏أنَّ رِيحًا أَمسَكَتْ بِيَدِي

إلَى ابتِكارِ لٍغَةٍ ثَانِيَهْ

لأَجلِ امرَأةٍ

مَلَكَتْ عَلَيَّ العَقلَ وَالقَلبْ

أَنَّ الخَيَالَ قَال _

أَنا الطَّائِرُ الحُرُّ أُرَفرِفُ فَوقَكَ

أُملِي عَلَيكَ بَعضًا من الصُّوَرِ

لن يَكُونَ لكَ الإحَاطَةُ بِي

لأنِّي جَوهَرُ الإبداعِ الّذي

كُتَبَ عَلَيهِ أن يَظَلَّ نَاقِصًا

 

‏لكِنْ _

‏ما إنِ استَفَقتُ مِن نَومِي

‏حَتَّى لَعَنتُ ” الوَاوَ ” العَاطِفَةَ

وَ” أنَّ ” الّتي ما بَرِحَتْ

تُؤَكِّدُ حَقِيقَةً غَوغَائِيَّةً

‏تَتَمَلَّقُ .. تُصَانِعُ وتُدَاهِنُ ‏حِفَاظًا

على سُلطَتِهَا لاستِمَالَتِي

 

🎄

 

ألغَريبُ

في الأمْرِ _

‏كيف لِعَدَاوَةٍ تَنْشَأُ بينَ الطَّبِيعَةِ

‏وبينِي ؟

‏أنا الّذي نَادَانِي الحَجَرُ

‏تَحَرَّكَ العُشبُ .. رَقَّ لِي

‏تَأوَّهَتِ الأزَاهِيرُ شَاكِيَةً

‏هِيَ هِيَ الّتي

لم تَبخُلْ عَلَيَّ بِعِطرٍ وَألوَانٍ

‏مَلَأتْ عَينَيَّ

‏أنعَشَتْ رِئَتَيَّ وَالفُؤَادْ

 

أنا الّذي حادَثَتنِي الأشجَارُ

‏وَمِرَارًا دَعَانِي إلى تَرْانِيمِهِ الهَزَارُ

‏احْتِفَاءً بالنَّبعِ

‏على وَقْعِ تَرَاتِيلِ الصَّفصَافِ

 

حِينَها

يا امرأة _

‏استَفَاقَتْ ذاكرتِي يَومَ التَقَينَا

‏رَفِيقُنَا ” النَّايُ والرِّيحُ ”

‏كُنَّا أوهَمنَا مَنْ حَولَنَا أنَّا

‏أتَينَا نَستَظهِرُ بعضَ قَصَائِدِهِ

وَبَعضًا من ” نَهرِ الرَّمَادِ ”

وَ ” بَيَادِرِ الجُوع ” …

 

كانَ الحُبُّ جَامِعَنَا

‏كانتْ لِأوَّلِ مَرَّةٍ شَهوَةُ المُشْتَهَى

‏عَقَدنَا ثَغرَينَا بِقُبلَةٍ

‏لا زالَتْ هُنَاكَ عَالِقَةً

‏بِجِذعِ تِلكَ الصَّفْصَافَةِ الّتي

صَفَّقَت لنَا

‏وما يَومًا فَضَحَتْ أَمرَنَا

‏حَتَّى لِيَمَامَةٍ رَهَتْ فَوقَنَا

 

🎄

 

يا امرُأة !

هَلْ تَذكُرِينْ

‏حِينَ أصغَينَا ‏إِلى قِيثَارِ أُورفِيُوسَ

‏هذا الرَّهِينُ بالحُقُولِ

‏وإلى فَيرُوزَ نَبعِ الحَنَانِ

والحَنِينْ ؟

 

هَلْ تَذكُرِينْ

‏حِينَ على الشَّاطِئِ افتَرَشنَا المَاءَ

‏وحِينَ كان البَحرُ عَارِيًا

يَغتَسِلُ بِمَائِهِ

‏ما خَافَنَا .. ما خِفنَاهُ

ولا خِفنَا ؟

 

هَلْ تَذكُرِينَ

‏كيف المَوجُ مَنَحَنَا نِثَارَهُ

‏وكُنَّا إليهِ نَمِيلْ ؟

‏كم كان فَرَحُنَا عَظِيمًا

حِينَ قَلَّدَنَا

‏وعَنَّا مَالْ ؟

 

🎄

 

يا امرَأة !

ثَمَّةَ أشيَاءٌ كَثِيرَةٌ .. حَمِيمَةٌ ‏

لَنْ أبُوحَ بِهَا ..

هَذِي الحُرُوفُ مَاكِرَهْ

‏هَذا الشَّاطِئُ شَاهِدٌ عَلَينَا

‏وَهَذي المِيَاهُ _

لَنْ تَكُونَ يَومًا إلَّا نَاضِرَهْ

 

🎄

 

أَيَّهَا الحُبُّ

‏أَيُّهَا الشَّقِيُّ

‏تَعَكَّزنَا عَلَيكَ

‏دَلَّنَا على الإخلاَصِ نَجمٌ

‏سَقَطَ مِن سَرِيرِ الفَضَاءْ

‏فَارتَمَينَا على هَديِهِ سُعَدَاءْ

وَانتَشَينَا سُكَارَى

‏حَولَنَا طُفُولَةٌ لَنْ تَشِيخَ

‏نُغَنِّي رَنِينَ الحُرُوفِ

‏نَعشَقُ سِرًّا وَجِهَارَا ..

 

مَسَا الجمعة ميشال سعادة 1/2/2019

 

مَعَ الفنَّانَة التَّشكيلِيَّة القَدِيرَة

وَبَعضِ أعمَالِهَا المُمَيَّزَة

الصَّدِيقَة Mag Z Chaaban