ومضة
لمحات من التَّاريخ الإنساني
بقلم/ د. دعاءمحمود
محمود درويش (13 مارس 1941 – 9 أغسطس 2008)، أحد أهم الشُّعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثَّورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشِّعر العربي الحديث وإدخال الرَّمزية فيه.
في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة الأنثى.
حينما تسمع شعرًا يكسوه الحنين للوطن المسلوب، أو الحماس للثَّورة، تدرك على الفور أنه للشاعر محمود درويش، الذي عُرف بـ«عاشق فلسطين»
ترك خلفه إرثًا شعريًا خاصة عن فلسطين.
هو أحد أبرز من ساهم بتطوير الشِّعر العربي الحديث، وإدخال الرَّمزية فيه، فكان شعر «درويش» يمتزج فيه حب الوطن بالحبيبة الأنثى.
قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
وقد اكتفى بالثانوية فقط في تعليمه، وفق ما نشر في كتاب «ظاهرة العناوين لقصائد محمود درويش وخصائصها الفنية» للكاتب ( محمد مزمل حق ).
حينما كان درويش في عمر السَّادسة، لجأ إلى لبنان وظل بها عامًا واحدًا فقط، لم يستطع البُعد عن وطنه الحبيب، ليعود بعدها متسللًا إلى فلسطين وظل في قرية «دير الأسد» لفترة قصيرة، ومن ثم استقر بعدها في إحدى القرى القريبة من بلدته، فقد كان يَخشى أن يتعرض للنفي من جديد، إذا كشف اليهود أمر تسلله، وعاش تلك الفترة محرومًا من الجنسية، حتى أنهى تعليمه الثَّانوي.
وكان «درويش» متفوقًا للغاية في دراسته، وكانت بوادر اهتمامه في الأدب العربي واضحة في تلك الفترة، إذ كان يحاول كتابة الشِّعر، كما أنه اعتنى بالرَّسم كموهبة امتلكها في ذلك الحين، إلا أنه توقف عن ممارستها لما تحمله من نفقات مادية لا يستطيعها والده، وهو الأمر الذي أحزنه للغاية.
كانت أولى تجارب «درويش» في كتابة الشِّعر، من خلال سرده عواطف الطُّفولة ومشاعرها، بالإضافة إلى محاولته في الكتابة عن أمور أكبر من طاقته كطفل، وكان لبعض معلميه دورًا بارزًا في تشجيعه على الكتابة، ولذلك بقي مدينًا لهم بالعرفان والجميل حتى آخر عمره.
شغل منصب رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل.
كانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه.
وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحًا بالسَّماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيسًا لتحرير مجلة شؤون فلسطينية، وأصبح مديرًا لمركز أبحاث منظمة التَّحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة الكرمل سنة 1981.
بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة، لكن الحرب الأهلية اللُّبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة اريل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التَّحرير الفلسطينية منها.
أصبح درويش “منفيًا تائهًا”، منتقلًا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس.
ساهم في إطلاقه واكتشافه الشَّاعر والفيلسوف اللبناني ” روبير غانم “، عندما بدأ هذا الأخير بنشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثَّقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها.
ارتبط محمود درويش بعلاقات صداقة بالعديد من الشُّعراء منهم عبد الرَّحمن الأبنودي من مصر، محمد الفيتوري من السُّودان، نزار قباني من سوريا، فالح الحجية من العراق، رعد بندر من العراق، سليم بركات من سوريا، وغيرهم من أفذاذ الأدب في الشَّرق الأوسط.
وكان له نشاط أدبي ملموس على السَّاحة الأردنية فقد كان من أعضاء الشَّرف في نادي أسرة القلم الثَّقافي مع عدد من المثقفين أمثال مقبل مومني، سميح الشَّريف وغيرهم.
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السَّبت التاسع أغسطس للعام ألفان وثمانية بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطِّبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته.
رحم الله صوت فلسطين الحر محمود درويش.
الكاتبة الصَّحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post