أناَ وحديَ المعنيُّ بالليلِ الكثيفِ سوادُهُ
تحنانُ قلبٍ لمْ يزلْ صبًّا
لتحجبَهُ الحقيقةْ،
أنا بائعُ الوردِ الّذي
ما انفكَّ يطلقُ روحَهُ قبلَ الذبولِ
ليقطفَ الحلمَ المؤثّثَ بالنساءِ .. ولو صديقةْ!
أنا بُحّةُ القصبِ المرصّعِ بالرمادِ فصارَ نايًا
والمساءُ حبيبةٌ
بالمكرِ قد قطعتْ طريقَهْ ..
وأنا الغريبُ إذا ارتدى الحسنُ الهوى
وانسابَ في قلبي
كأغنيةٍ تطاردُ نبضَها
في وجْهِ نافذةٍ عميقةْ.
وأنا الصدى الملقي الحياةَ على جدارِ الوقتِ
يحملُ في يديهِ قصاصَ أحلامٍ بناها
كي يحرِّقَها التجرّدُ والحنينْ
و أنا ظلالُ الغيمِ
أكتبُ في المساءِ
على دفاترِ وحدتي لغةَ البكاءِ
لعلَّني أسمو إلى معنًى
يُلامسُ أضلعَ الفقراءِ
يمضي في قلوب العابرين
وأراودُ الأمسَ المدافعَ في سرابِ الوقتِ
عن ليلاهُ في زهوٍ مضى
كي أطلقَ الحرفَ الذي
لا يستقيمُ معَ الزمانِ كأنَّهُ يَخشى الغيابَ
ولا يَحِنُّ إلى السَّكينْ !
وأنا الذي
جعلَ الطريقَ رفيقَهُ،
ليشاغبَ الخطواتِ
في ضوءِ الحكاياتِ القديمةْ
ويُؤرجحُ الحبَّ
الذي أغراهُ في الغسقِ الرصينْ.
وأنا الحنينُ إذا التقى
ظلّانِ في قُبلَةْ
وأنا القليلُ
إذا أُريقَ الماءُ
في صحراءِ غربتِهِ الكثيفةِ
ثمَّ صارَ الشعرُ ضربًا من شجونْ
وأنا الذي ألقى رياحَ العمرِ
في نايٍ بلا لحنٍ
كأنَّ الأرضَ ضاعتْ بين أقدامي
لأبحرَ في السنينْ
سعد محمد
Discussion about this post