إعداد الدكتورة: بهيّة الطشم
يرتكز مختبر بهية السّيكوتحليلي على تفعيل amygdala ( منطقة صغيرة في الدّماغ أو مركز العقل ) وهي مسؤولة عن سرعة البديهة بهدف تكريس مبدأ عدم التّسرّع في إصدار الأحكام لأنّ التىسرّع هو السَبب الأهم لوجود الأخطاء وفقاً لصاحب كتاب “انفعالات النّفس” ومقالة الطّريقة لحُسن قيادة العقل” ديكارتDescartes.
يخضع الشّخص تحت الاختبار المسمّى بطريقة سَلسِلة متّسمة بالمرونة الفكريّة والمناقشة العفويّة …من قبل صاحبة الاختبار التّحليلي وتحت مجهر المراقبة الفذّة والتَحليل النّووي الدّقيق لأبرز السّلوكيّات في الشّخصيّة المُمتحَنةوذلك بالاستناد الى:
_ طريقة المشي
_ طريقة الأكل
_ أسلوب الحياة ولغّة الكلام والتّخاطب مع الآخرين
_ العلاقة مع الأهل
_ لغّة الجسد والإشارات
التّصرّفات العفويّة وزلّات اللسان والكلمات المكرَرة.
على اعتبار أنّه لا وجود للعبثيّة في الحياة النّفسيّة حتّى السّلوكيّات …لها أسبابها الواعية ولكن بطريقة كامنة.
مع الإشارة الى أنَه لا مجال للشك بضرورة أن يتّسم الشّخص بنسبة معيّنة أو مقبولة من الذّكاء الاجتماعي وكذلك الذّكاء الاجتماعي لكي ينال الدّرجة المعقولة من الصّحّة النّفسيَة السّوية إلا إذا كانت الشّخصيّة قيد التّحليل والمعاينة ترزح تحت أعباء نفسيّة أو صدمات متتالية أضعفت المناعة النّفسيّة.
يُعنى هذا النّوع من المختبر التَحليلي لشخصيّات بتصريح الشٰخصيّة السّيكولوجية؛ الغوص في لدُنها؛ إماطة اللثام عن نقاط ضعفها؛ الإضاءة السّاطعة على حنايا تفاصيلها.
ولا يغفل هذا المختبر أهمّية الحدس المنبجس من النّفس الرّاقية.
والبارز أنّ المؤشر اوindex للسّلوكيّات المختلفة للشخصيّة تكشف النّقاب عن معالم الشَخصيّة؛ وكذلك النّموذج الّذي تندرج في إطاره
وفق التّصنيف الأحدث لنماذج الشّخصيّات السّائدة في مجتمعاتنا اليوم:
الشّخصيّة الآخذة؛ الشّخصيّة الاستغلاليّة؛ الشّخصيّة التّاجرة؛ الشّخصيّة الحيازيّة؛ الشَخصيّة السَاذجة….
الشخصية المركّبة من عدة نماذج….وغيرها…..
اذاً، يهدف المختبر السّيكوتحليلي للبهيّة على مساعدة الممتحِن في إعادة التّأقلم على ظروفه المستجدّة القاهرة وتأهيله عبر وضع استراتيجيّة سلوكيّة في إطار بروتوكول نفسيّ متوازن ويعطي الأولويّة القصوى للإحتضان والاحتواء العاطفي للشخص الّذي يعيش تحت تأثير صدمة معينة بعيداً عن أنواع الاتهام أو النّقد الجارح….
وكذلك يربط المختبر المسمّى بين نظريّة ماسلو ( مؤسّس علم النّفس) إزاء حاجات الإنسان الأساسيّة وبين نماذج الشّخصيّة في سياق استقراء مونادولوجي لكيفيّة تفعيل عناوين الحاجات في أسلوب الحياةlife style
وفق درجة أهمّيتها
سواء الحاجات الفيزيولوجيّة؛ الأمن والأمان الحبّ والانتماء؛ تحقيق الذّات…..
أو غيرها
بمقابل الحصول على الحاجات بطريقة راقية وسلسلة أو عبر الانتهاب والتّسلّط.
وخلاصة القول في المقاربة السّيكوتحليلية أنّ الشّخصيّة المتوازنة نفسياً….والسّوية في سلوكيّاتها
ذلك أن الأمراض النّفسية مُعدية.
والأهم هو الانتقاء الدّقيق لِمن نعاشر
في الدّيناميّة الاجتماعيّة….
كي نضمن صحّتنا النّفسيّة من التّشتّت الفكريّ والتّلوَث النّفسيّ….
Discussion about this post