القلوب طيور خارج السرب
كل شيء في الحياة يمكن التحكم فيه، من الأفعال إلى الأقوال، من المواقف إلى ردود الأفعال، لكن يبقى شيء واحد لا يمكن لنا أن نُسيطر عليه، ولا أن نُجبره على اتباع رغباتنا أو قراراتنا، إنه القلب، القلب الذي ينبض بأحاسيسه وعواطفه لا يخضع لتوجيهات العقل ولا لقوانين المنطق، قد نحاول جاهدين أن نرسم مشاعرنا، وأن نُسيطر على انفعالاتنا، ولكن لا يمكننا أن نتحكم في طريقة إحساسنا أو اتجاهات مشاعرنا تجاه الآخرين.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى القلوب لتكون مرآةً لحالة الإنسان الداخلية، تعكس ما فيه من حب أو كره، من صبر أو انفعال، وعلى الرغم من أن العقل قد يكون القائد في الكثير من الأمور، إلا أن القلب يبقى الحاكم في الكثير من الأحيان، متحكمًا في مشاعرنا بصورة غير مرئية، قد نقول إننا نحب، لكن القلب هو من يقرّر مدى صدق هذه المحبة، وقد نكذب، لكن القلب يعلم الحقيقة التي لا يستطيع العقل إخفاءها.
في العلاقات الإنسانية، يظهر تأثير القلب بشكل واضح. نُسعى للسلام، لكن القلوب قد ترفض، نُحاول أن نحب، ولكن القلوب قد تُظهر التردد أو النفور. لا شيء في يدينا يمكننا أن نُعدله أو نُغيره بسهولة عندما يتعلق الأمر بتوجيه قلب آخر، مهما كانت نوايانا.
ومن هنا تأتي حكمة الحياة، إذ أن القلب هو الذي يحدّد في النهاية ألوان علاقاتنا، سواء كانت بالحب أو العداء، بالصدق أو الكذب. لهذا يبقى القلب أقوى من كل محاولاتنا للتحكم فيه، فهو المكون الأصيل الذي يظل، رغم كل شيء، بعيدًا عن قبضتنا.
للإيمان الشباني
Discussion about this post