بقلم … باسم صباغ
للنساء العائدات من آخر النّهار،
بأقدامٍ بلّلها الغناء المؤجل،
وأصابعَ تحصي نجومًا هربت من النّوافذ،
في عيونهنّ تعبٌ يشبه الحلم،
وفي أنفاسهنّ عبقُ مدنٍ لم تولد بعد..
ثم يرحلن…
تترك أقدامهنّ أثرًا من ضوء،
وتحمل الرّيح ضحكاتهن كتعويذةٍ
تبقى في ذاكرة الطّريق،
لا أحد يعرف إن كنّ سيعدن،
لكنّ الليل، كلّ ليلة،
يفتح نوافذه وينتظر..
للنساء العائدات من جنون المساء،
تفوح منهنّ رائحة الرّقص والملح والرّياح،
يضحكن كأنّ العالم لعبة نسيها طفل،
ويمشين كأنّ الطّرقات وُجدت لأجلهنّ،
في عيونهن شرارة نبيٍّ هارب،
وفي أيديهن أغنيات لم تُكتب بعد..
ثم يرحلن… أو لا يرحلن، من يدري؟
تتبعهن الظّلال، أو ربّما يسبقنها،
الرّيح تهمس بأسمائهنّ لكنّها تنسى،
والطّريق؟ الطّريق ينتظر،
كما ينتظر كلّ شيء،
كما ننتظر نحن،
ولا شيء يحدث..
بقلم … باسم صباغ
Discussion about this post