أنت كل شيء..
أنت الاحتمالاتُ التي تقضّ
مضجعَ اليقين..
واليقينُ الذي لا ينفكّ
يخرجُ يده وسط نهرِ الشكوكِ كلما
اعتقد الآخرونَ غرقه..
والفكرةُ الأخيرةُ التي تحتفلُ
وحدها في رأسِ منتحر..
أنت الوداعُ الذي لم يعلن عنه
داخل رسالةٍ طويلةٍ تقصدُه..
والخطوةُ الضائعةُ وإن كانت في مكانها
المطلوب لأنها مرتبكة..
والسؤالُ الذي لا ينزفُ نكايةً في
كل الأجوبةِ الحادة..
وآخر ركضةٍ لرجل مقطوعة..
أنت الطريقُ التي تحفظُ الخطى
عن ظهرِ قدم..
الصمتُ الذي يُساءُ فهمهُ بقصدٍ مبالغٍ فيه..
الذي كنت طافياً حين كنت وحيداً
ثم عرفتَ الآخرينَ فغرقت..
والكذبةُ التي نجوتَ بها من كل
هذا الصدقِ الذي بذلتهُ..
أنت الحروفُ التي وضعوا فوقها
نقاطاً ولم تُفهم..
الإجابةُ الخاطئةُ رغم صحتها لأنها
تأخرت عن موعدِ سؤالها..
القشةُ التي تستحيلُ شاطئاً في
مخيلة الغرقى..
الصوتُ التائه في ذاكرةِ الأصم..
وضربةُ الوتر التي لا يسمعها أحدٌ في
غمرةِ معزوفةِ عظيمة..
أنت كل شيء..
لكنك وبشكلٍ ما.. لم تكن مرةً أنت
ولو على سبيلِ المزاح.
مفتاح العلواني
ليبيا
Discussion about this post