أنا هنا، ميت بين أربعة جدران. لا يوجد شيء يردّ الرّوح. كلّ الأبواب مغلقة في وجهي. حتّى أجمل شيء في حياتي لم أحصل عليه. أنا يوم حزين جداً بسبب عدم تقبًلي لذاتي. الواقع حزين، كلّ شيء حلمت به يسقط. الواحد تلو الآخر.
لا يوجد من يخبرني، لأنّني لا أستطيع أن أحقّق شيئا سوى أوهام. أنا هنا بين النّاس، لكن أصبحت مجهولة المصدر بين كلمات دون معنى. أعرف أن هناك أشياء جميلة لن تكون لي. لهذا تتجنّب الضائع. أعيش حياتي كسجن بين أفكار سلبيّة جعلتني أعتقد أنّني حياة ميتة.
أنا هنا عابرة السّبيل بأوتار أحزان مملوءة بالهواء السّاخن يدخل في قلبي، يحرق دهون السّعادة. يا من خلقت نفسي، لا تجعلني أقتلها بنفسي. فقط لأنّني لم أجد سعادة فيها. يا من علّمتني أن الحياة معبر، يتشرّب منه كلّ من مرّ من هنا، تائها أو متجوّلا.
أنا هنا ليس لأنّني ميت، أنا هنا لأنّني أهرب من حياتي. أقف وقفةَ خائفاً وعدوّاً مهزوماً بين أربعة أركان. هنا ركن قد طُويت عليه غبار الأيام. هي صلاة نسيتها، فنسيت الله. فقدت معنى الحياة.
أنا هنا أتبع أهواء قلبي وشهوة النّسيان. أنا فتاة عبرت في مسار النّسيان. أنا هنا لا أحاول العبور، بل أريد أن تتغيّر أجواء الأيام. أريد أن تتفتّح الزّهور في قلبي. أريد معبر نسيان. أريد أن أكتب عنوان الرّاحة بال.
أنا هنا لم يظهر لي أحد شيء سوى أنه يراني لعبة أيام. أنا هنا لم أجد مكانًت أختبئ فيه سوى كلمة هي فراق عن كلّ من حولي. هل هذا ضعف أو عصيان؟ أو ندفع نحو مجهول؟ أنا هنا مجهولة العقيدة. لا أعرف لماذا هذا المسار الإجباري الّذي وضعته أفكار وصندوق يعكّر مزاجي وصفو حياتي.
يا أيّها الإنسان، هل تستطيع أن تكتب اسمي في لوحة نسيان؟ أو تجعلني نقطة انطلاق نحو ميدان النّهضة؟ بركان ثائر يحارب كلّ عدوّ محتال أو عاصفة ثلجية متقلّبة الاتجاهات. أنا هنا لا أعرف مكانًت أو أيّامًا . أنا هنا فتاة عادية بين أقلام الحبر توريد عبث ونسيان.
كلّ هذا لأنّني إنسان. هل بذلك أحتاج إلى المساعدة؟ أو احتاج إلى محرّك بحث جديد يولد أفكار أيام بين أحداث وتحدّيات العصور؟ توجد رواية مكتوبة فيها أسماء المنور تحكي معاناة الشّعوب وتغيّر مسارهم بكلمة واحدة هي ثورة. قد تتعدّد الأسباب الحقيقية لها، ولكنّها تتّجه نحو مسار تغيير.
هنا تظهر قصيدة وحدة وطنيّة. هنا تكون أحزان معبر الأفراح. هنا تتّجه إلى مسار إجباري نحو تغيير هو اندفاع ومثابرة وعزيمة في قوقعة إنسان. هنا بين أوراق تكون أنشودة الأسفار نتبجة نحو أفضل بطريقة سهلة تثير الجدل. مثل كلّ مرّة حاكم في لعبة يجعل تشويق يثير جدلاً واسعاً في أركان الملعب حتّى يزداد شهرة في العالم ويكون هدفًا متوجّهًا نحو حرّاس المرمى حتّى لا بتمكّن من مسك الكرة بيد.
هكذا حياة تعطينا درسًا مهمّا حتّى لا نتمسّك بشيء. أنا هنا أعبّر عن نفسي، إنّما أعبّر عن شعوري مكون من ثلاث جهّات في جمجمتي. فهل أجد دواءً لعلاج هذه جرثومة ،وهي أفكار سلبية تتعلّق بخيال أوهام؟ هنا أقول أنّ لي ربًّا موجودا وهو خلقني كي أكون مفتاح عبور من دوّامة ضياع. بدونك يا الله، لكنت ميتاً في تلك القبور.
Discussion about this post