أأعود إلى أمكنةٍ دون زمان؟
أأعود إلى أمكنةٍ لا تعرف الوقت
حيث الجدران تنبضُ بصمت
وحيث الظل ينامُ على ذاته
لا صباحَ فيها، ولا ليلَ يعبرُ في نهر النسيان.
أأعودُ إلى طرقاتٍ لا تحمل خطوات
إلى شوارعَ أضاعت أسماءها
وصارت هائمةً في فضاءٍ بلا صوت؟
إلى أبوابٍ تُفتحُ على فراغ
حيث لا رياحَ تأتي، ولا طيورَ تغيب.
هناك، في تلك الزوايا النائية
تتلاشى الساعات كأنها لم تكن
وأقفُ أنا، بين وجودٍ لا يدرك ذاته
وغيبوبةٍ ترتدي قناع الحياة.
في تلك الأماكن، لا يتسع الفضاء للأمس
ولا يدرك الغد خطوه.
أأعودُ إذن؟
إلى لا مكانٍ
حيث الوقت حطامُ مرآةٍ
والأمل سرابٌ يعيد تشكيل ذاته؟
ما معنى العودَة إذا؟
إن كانت الأمكنة قد نسيت أسمائي
وإن كان الزمان قد تلاشى بين أصابع الذاكرة
وصارت كلّ عودة
مثل خطى تُمحى قبل أن تصل.
أأعود ؟
أم أن الرحلة إلى الوراء هي وهم
مثل الحلم، مثل الرماد؟
بقلم محمد أحمد طالبي
Discussion about this post