لا يوجد شيء مُهين مثل التّلويح بالعصا، إنّه -بالنّسبة لي- أكثر إهانة حتّى من الاعتداء نفسه.
الاعتداء يُوَلِّد الألم..
لكنّ التّلويح بالعصا يُغذّي الخوف.
الألم قَدَرٌ طيّب..
بقدر ما يقسو بقدر ما يُجلي الرّوح،
لكنّ الخوف يُراكم عليها الصّدأ.
(الخوف قَوَّادٌ…) كما قال أخي نجيب سرور.
يُوشِك الألم أن يأتي بالسّكينة،
وما زال الخوف يُوَلِّد آلاماً لا تُطاق.
أقول لشقيقتي:
لا تُلوّحي للولد الصّغير بالعصا أو حتّى الشّبشب،
اضربيه أو ابتلعي لسانك!
التّلويح بالعقوبة مُهين، ومُخزٍ..
إذا وقع قَهَر،
وإذا انتفت قدرة المُلَوِّح على الفعل – سقطت هيبة الرّابطة، وإذا ظلّ التّهديد معلّقاً – تنامى شعور الخزي.
ما أريد قوله لك؛
لا تسمح لأحدٍ أن يُلَوِّح لك بعقوبةٍ أو فراق.
فرصتك الذّهبية -وقتها- لشراء نفسك على الطّريقة الملحميّة: أن تُلقي السّلام، وتُغادِر.
محمد المتيم
Discussion about this post