هَذَّبتُ يَرَاعِي وَسَطَّرتُ بِالقَلَمِ
وَكَتَبتُ أَجمَلَ الحُرُوفِ وَالكَلِمِ
فَخَرَجَ مِدَادُهُ فِي سُطُورٍ
كَأَنَّمَا سَالَ حِبرُهُ مِن دَمِي
فَتَارَةً أُعَبِّرُ فِيهِ عَن سَعَادَتِي
وَتَارَةً عَن جُرحٍ غَيرَ مُلتَئِمِ
وَصَفتُ كُلَّ الفُصُولِ وَجَمَالَهَا
وَسَطَّرتُ مَا جَادَ بِهِ قَلَمِي
وِسافرتُ بِروحي في البِحارِ
وَهَبطتُ السّهول وَصعدتُ أَلاكَمَ
وَمَا هَامَ مِنَ الطَّبِيعَةِ وَسِحرُهَا
وَكَم كَانَ القَلبُ بِهَا مُتَيَّم
وَوَاصِفًا تَغرِيدَ العَصَافِيرِ وَشَدوَهَا
وَخَرِيرُ المِيَاهِ وَهَدِيلُ الحَمَائِمِ
فَأَخَذتُ أُسَطُرَهَا بِأَنَامِلِي
كأنِّ حُرُوفِي تَطرَبُ بها وَ تَتَرَنَّم
وَتَفَتُّحِ الأَزهَارِ فِي الرِّيَاضِ
كَأَنَّهَا ثَغرُ الحَيَاةِ فرحاً مُبتَسِم
وَأَخُطُّ بِهِ مِن ذِكرَيَاتِ عُمرِي
وَمَا زَالَ فِي مُخَيِّلَتِي مُرتَسِم
وَهِيَ نَفَحَاتٌ مِن وميض رُوحِي
وَكَوكَبٌ أَنَارَ فِي عَتْمَةِ الظُّلَمِ
فَأَسعَدتُ الأَروَاحَ وَالقُلُوبَ بِكَلِمَاتِي
وَأَسمَعتُ الأَصَمَّ وَخَاطَبتُ الأَبكَم
وَنَسَجتُ مِن خُيُوطِ الحُرُوفِ
لَوحَةً كَأَنَّهَا تَنطُقُ بها وَتَتَكَلَّم
وإذا انسَجَمَت أرواحنا وَتَناغَمَت
تَبلغُ السّعادةُ بنا ذُروهَ القِمَمِ
من أشعاري
خالد شدافنه
بلدة اكسال …
Discussion about this post