بحانوت الاسكاف
وأذرعُ الدّرب…
حولي مسارب مثلّجة،
وبجوفي مجامرُ شوق تُؤجّجُها نشوةُ الشغفِ..
وتحملني في الطّريق إليها الرّياحُ
وترمي بشوقي
وتُسقِطُنِي في مهاوي الصّبابة واللهفِ..
على قلقٍ..
مثل من بالمساميرِ يمشون فوقه
أو مثل من كركروه على الشّوك والسَّعَفِ.
ويا صحبُ كم طال بي الانتظار ..!
وكم كنت أنظر في ساعتي كلّ ثانية
سارح الطّرفِ
وجاءت وعجتُ بها في المدى٠٠
يَدُهَا في دَفِــــيءِ يَدِي،
وضَفَائِرُهَا كالدَّوَالي، عريشََا على كتفي…
نسير حثيثا
وريح الصّباح تُقَطّرُ فوح الشّذى في الدّروب
فتلفحنا نسمة الثّلج بالنّتفِ
تخاف يراها الرّقيبُ ويسمعها العابرون
فتخفي خطاها
كما رقّ نفخٌ بشبابة أو أناملُ في معزَفِ
وكنتُ أخبئُ
حبّي وشوقي بظلماء قلبي…
وهلْ يُفسِدُ الدُّرَّ سُكناهُ في بَاطنِ الصَّدَفِ..؟!
وتجري وتدهسُ في برك الماء كعبيْن،
غير مباليَةٍ،
كالعصافير فرحانةً بالهطولِ ولم تقفِ.
ويحدثُ تعثّرُ قُدّامَ رجلي
فأعفسُ منها الحذاء
ويوشِكُ يمضي إلى التّلفِ ..
ولم يبق لي غيرَ….
أحملُها مُتَشَبِّثَةً فوق ظهري..
وخوفا من النّوءِ ألبستُها معطفي..
وحين وصلنا
وأنزَلْتُها عند سَگافِ،
قلتُ: تَرفّقْ بنعلِ الحبيبة يا سيّد الحِرَفِ
وظلّ يعالجه بالمخارز ثقبا
ويثنيه طيّا إلى أن تماسك في الكعب
شيئا عجيبا من التُّحَفِ٠٠
وفي لحظة ما ترى ….
غير أطباقِ طائرةٍ ومساميرَ
يا ويحَ حَذَّاءَ منّي ومن صَلَفِي
سليلُ الكلاب٠٠٠
لقد مال يبغي يُمَسِّدُ كاحِلَها٠٠
قد جَرَرْتُهُ ضربا وسحلا على المذهب الحَنَفِي٠٠
ا======= أ٠حمد حاجي ====
لوحة الإسكافي أو “صاحبة الحذاء”
للفنان الإيطالي أنطونيو روتا 1828
وقد اعتبرها النقاد أعمق ماجاء بالتعبير الفني..
.بقلم حمد الحاجي
Discussion about this post