عندي منَ الآياتِ ما لا يُشتَرى
نزلَتْ على قلبي الثَّكيلِ فبَشَّرا
عندي يقينٌ ما تَعاورَهُ الأسى
إلَّا تأصَّلَ في الفؤادِ وَصبَّرا
بي في الشِّدائدِ صبرُ يعقوبٍ إذِ انـْـ
ــتظرَ البِشارةَ في القميصِ فأبصَرا
عينانِ كحَّلها الدُّجى مِنْ طولِ ما
رقَبَتْ شِهابَ الأُمنياتِ لتُضمِرا
وَنواعسَ اعتكفَتْ لتحرُسَ دمعةً
هطلَت سيولَ مواجعٍ فوقَ الثَّرى
عينٌ على الشَّامِ الجريحِ وأختُها
تبكي يَمانًا بِالشَّقاءِ تَعفَّرا
وَترى بلادَ الحالمينَ بِصبحِهم
طَللًا يكادُ رُكامُهُ أنْ يُخبِرا
ما كانَ مِنْ جرحٍ تقاسَمَهُ الأُلى
ما كادَ منهُ القلبُ أنْ يَتَفَطَّرا
حُبلى الغيومِ تشِحُّ لو مرَّتْ بِها
وَتنامُ عَنْ ظمَأِ الحقيقةِ في العَرا
وجهُ الشِّتاءِ مُكَدَّرٌ لكنَّهُ
كذِبُ السَّحابِ على الغِوايَةِ أَفطَرا
لولا سرابُ الماءِ ماتَ عِطاشُهُ
وَلعلَّ سرَّ العيشِ في وهمٍ سَرى
تمضي الدُّروبُ بلا ذواكرِ خطوِها
للتّيهِ،لم تُدركْ إلى أينَ السُّرى
عهدُ الحزانى إنْ تَثاقلَ جُرحُها
نِسيانُ ما يُبقي الأنينَ مُجَمَّرا
حلمُ البنفسجِ تحتَ ثلجٍ قد غفا
طالَ السُّباتُ فهَلْ يعودُ ليُزهِرا؟
مُذ وزَّعَ النَّوباتِ دهرٌ قُيِّدَتْ
فينا الحقيقةُ خوفَ أنْ نتفكَّرا
صوتٌ بأعماقِ الغياهبِ وحدَهُ
تغتالُهُ الظُّلماتُ كي لا يَثأَرا
نايٌ منَ الصَّمتِ الكئيبِ وزفرةٌ
خرَّت لها صمُّ القلوبِ لتَجبُرا
تتبادلُ الأعماقُ أصداءً سرَتْ
لتشُقَّ وحشةَ أنَّةٍ فتُحرِّرا
كالبحرِ يبتلعُ المواجعَ إنَّما
في مدِّهِ كلُّ العوالقِ تُزدَرى
هبْ أنَّنا طينٌ تمثَّلَ حُزنَهُ
أو كانَ ملحًا خافَ يومًا مُمطِرا
أو أنَّنا شباكُ ذكرى إذ يُطلُّ
على المدى فيهِ الحنينُ تفجَّرا
ما خِلتَهُ كالموتِ كانَ بدايةً
لبراعمٍ فيها المحالُ تصوَّرا
في كلِّ قلبٍ بذرةٌ للنُّورِ لو
تصحو لكنَّا شمسَ مجدٍ للورى
في كلِّ حلمٍ غيمةٌ لو سافرَت
لأوانِنا لم تُبقِ جُرحًا مُقفِرا
عهدي معَ الآمالِ أنّ بزوغَها
آتٍ بُعيدَ العسرِ فجرًا أنوَرا
الزهراء صعيدي …سورية
Discussion about this post