منـذ اليـوم سـأطلـق أســر الأبيـض
سـأسـمحُ لـه بغـزو رأسـي ، هـذا الشـيب العاجـي المُجنـّح
لاحاجـة لـي بـاسـتخـدام طـلاء، الشـعر بعـد اليـوم
لـن أعـدَّ خطواتي، لكـن علـّي أولاً خلـع السـحنـة الناعمـة عـن وجهـي ، هـذه اللعنـة ، هـذه الطعنـة ، وحـزن عينـي الشـهي
إرثـي البـربـري الرجيم
انسـحب مـن السـكون و الصمـت ، ومـن لدغـة الشـتاء فـي حنجرتـي ، و أجـزّ بـي فـي شـرك الضجيـج ،و الفـوضى
أحتـاجُ أن أضيـع وسـط الزحـام قليـلاً
فـي السـوق
أتـوه بيـن العابـريـن ، و أبحـث عـن قنـاع مهـرج لأرتديـه ، يُجيـدُ الوقـوف علـى خشـبة المسـرح، و تحريـك الدمـى بيـن أصابعـه، و صناعـة الفـرح !
وصيـد السـمك فـي أحـواض القلـق
أبحـث عـن خطواتـي فـي سـاحـة الشـيخ ضـاهـر
و عـن ضحكتـي وأنـا الشـامخـة كسـنديانـة تحمـل أعشـاش السـماء، و لا تتعـب ، عـن عينيـك وهـي تلـوح لـي ، اقتربـي ، اقتربـي أكثـر
كـان الحـلم رحيمـاً
ونجـا مـن فـاز بقلبـه، و رحـل
لا شـيء يُشـبهنـا هنـا !
ومـن قـال أننـا نبحـث عـن شـيء يُشـبهنـا !
البائـع المتجـول ينـادي :
وجـع فـي خاصـرة الوطـن للبيـع
و فـي كبـد الأمهـات، والشـفاه المتشـققة للبيـع ، وفي الضمائـر الملتهبـة ، والانتظـار الهـش، ، للبيـع
كانـت البسـطات تغـزو الأرصفـة، وتُغطـي واجهـات المقاهـي الشـعبيـة ، وخطـوات المـارة وهـي تعـدو الضفـاف الأخـرى
وشـاعـرة تُتمتـم طويـل ليـل الحريـة يـا بلـدي ،
و طويـل جـداً ليـل الانفصـام
فـي طـريـق العـودة وقبـل حلـول المسـاء، ! صعـدت إلـى الزاجـل
( بـاص النقـل الداخـلـي سـابقـاً ) وحلقـتُ بـأجنحتـي!
ههههه منـذ متـى ونحـن النسـاء نكتـرث لحلـول المسـاء !
بـدت المدينـة السـاحليـة عروسـاً جميلـة، وفاتنـة، ومتعـبة
و متوجسـة و شامخة و مسـتباحة، بالجـنون والغيوم
(طيـب هالفسـتئ البلـدي يابـي ) تبـاً للأفـواه المتشـدقـة
بالهذيـان الضـال
فـي الصبـاح
اقتلعـتُ لدغـة الشـتاء مـن حنجرتـي ،و نزعـتُ شـلحـات الخريـف ، وشـآبيـب المطـر، وأكيـاس النايلبون ، عن عريشـة الـدار ، وخبـأت ورودي الصغيـرة تحـت شـرفة ، لا تمسها حبـات البَرد ، و أزيـز القـدر.
ونجـا مـن فـاز بقلبـه ورحـل… لـي قلـب يـرى ….
منـذ اليـوم سـأطلق أسـر الأبيـضالأبيـض.
___________
ســـمر الغــانم
Discussion about this post