(إلى رفاقي هناك،هناكَ في المأمَن، رفاقِ بلاهتي المعصومين، الّذين كانت أُولى انتصاراتهم عليّ أنهم -إذْ كان لا بدّ لهم من أوسمةِ نصرٍ يغدقونها على ضمائرهم الحولاء- منحوني رتبةَ “خائن”، وجعلوا اسمي في صدارةِ “قائمةِ العار”..
رفاقِ العار )
………………………….
لا مذاقَ لهذا النّصر.
لا مذاقَ لأيّ نصر.
إذنْ – فيما أنتَ ترفعُ هذا النّخب، نخبَ هزيمتي وموتي-
إرفعْهُ لائقاً !
إرفعهُ بشفقةِ الدّابةِ وحياءِ بني الإنسان.
إرفعهُ كمن يريد أن يقول:
إنْ لم تَستَحِ أحشاؤكَ، فليَستَحِ قلبُك.
إرفعهُ وتَذَكّرْ:
ما تَشربُهُ ليسَ نبيذَ المنتصرين..
حتى ولا هو دمي،
بل هو دمُكَ أنتْ
دمكَ الّذي سالَ من جرحي.
إذنْ، فلنتبادلِ الأنخابَ معاً:
إشربْ! وأَشرب….
إشربْ ما تظنّهُ دمي
وأشربُ ما أظنّهُ دمَكْ.
إشربْ! وأَشرب.
: هنيئاً لنا! هنيئاً للمنتصرين!
.. .. .. ..
يا لمذاقِ هذا النخب!
يا لمذاقِ كلِّ نخبْ!
نَخبٌ لا بهجةَ فيه
كما لو أنّ أحدنا يشربُ من دمِ أخيه
أو من دمِ نفسِهْ.
إشربْ!… وأَشرب.
.
نزيه أبوعفش
سوريا
………………………………………………………………..
(*) من كتاب “مضى الربيع كلّه..” /
Discussion about this post