أغنية الشاطئ المهجور
***
في ساعة متأخرة من الليل
يفرك البحر نفسه بالملح
ليكتسب مناعةً
ضد خدوش القوارب.
والمحيط البعيد
يتحيّن ثقباً في سفينة
ليهرب من أعماقه.
والجسر القديم بيننا
يريح قدميه في الماء.
وأعمدة الإنارة
تنكش خطواتنا
من فم الشوارع.
والنافذة تخنق الصرير
في حنجرة الريح.
وفي جوف الباب
تئن من الانتظار
مفاصل الشجرة.
وأمي تردم ما اجترحه الوقت
من حماقات على كفيها
بالحنّاء.
وذاكرتي اللعينة
تعوي في وجوه المتسللين
الذين أدمنوا طَرْق جمجمتي.
أحسب خطواتي الفائضة
لأخصم منها
خسارة الطرقات العالقة.
وأنتِ كعادتكِ
تُطِعمين الريحَ عطركِ
فيترمّد في عظامي الشتاء
ويثمل الليل
وتترنح الأغنية!
محمد الأمجد العبيدي
Discussion about this post