فراقك صيّرني قصيدة
..
إنها الثانية ظهراً
ها قد غدا شاباً طويلاً
صار يسبقني بخطوات … ويضحك قائلاً
ها أنا أمامكِ الآن بعد عمر من اللحاق
لم أعد أعبأ بأمره … صرتُ أشبهك
أنتَ الذي لم تعبأ يوماً بأمر الخوف
هدأت الريح التي كانت تعصف بظهري
أو ربما لأني صرتُ أشبهكَ ..
عرفتُ أخيراً كيف أمتطي العاصفة
لأرمي بي إلى الغيم
إنها الثانية ظهراً…
صرتُ أشبهكَ …
أعيشُ بعمرٍ رمادي بلون عينيكَ
وضحكة هازئة على سذاجة الأنذال
أصنعُ المعروف وجبة للبحر
وأقول صباح الخير للبسطاء
صرتُ أشبهك …
نبيَّةً …
محاطة بالمكذبة والخونة
تنصفها الحياة بعد الفوات
إنها الثانية ظهراً … ذاتُها
كل شيء منذُها على رَهْنِكَ
غير أنه قد صار بحوزتي واحد وعشرون خنجراً
وتعريف واحدٌ للطعن
وجرح في خاصرتي لا يزال أخضراً
وصرتُ أشبهكَ ..
أواجه الغُبار بوجهٍ صَبوح
وغدوتُ الفخ الذي سقط فيه الواهمون
صرتُ القوس والرمح والرصاص والذخيرة والبندقية
والهاوية التي يهاب الاقتراب من حافتها الجميع
صرت أُشبهك تمامًا ..
شيخ قبيلةٍ يعرف أن الأعياد مواسم الغُزاة
صرتُ أشبهكَ …
في قلبي أريكة للأسرار
وخرائط الكنز التي ذكرت في الأساطير
ومكتبة ومجهر ومتحف
وأعواد قصب لم تُبرَد … على أهبة ناي أو قلم
صرتُ أشبهكَ …
جف صلصالي في قالبك
كما شئتَ لامتدادك أن يكون
امرأة من عاصف و نار
قبل أن يُفتح باب الحديث معها ..
يتحرون مخرج الطوارىء
صرتُ أشبهك … عِملاقاً للفَرْق
بَيْدَ أن فراقكَ صيَّرني قصيدة
هناء محمـــد المريِّض .
Discussion about this post