الادمان على الانترنت ومواقع التواصل عند الانسان المعاصر …
مع التقدم التكنولوجي والانفتاح غير المسبوق على وسائل التواصل الاجتماعيّ وتوفرها بسهولة عند الصغير والكبير، ورغم إيجابيّات هذه الوسائل إلا أنها أضحت سلاحاً ذو حدين فشبكة الانترنت ومواقع التواصل لم تعد شبكات عالمية او اداة استثنائية للتبادل السريع للمعلومات فقط بل اصبحث تؤدي اليوم مهاما اخرى متعددة ذات منعكسات سياسية واق وثقافية واجتماعية وكذلك اضحت ظاهرة اجتماعية انتشرت بكثرة في كل المجتمعات لها تاثيرات سياسية اقتصادية، معرفية واجتماعية وثقافية..لان هذه الوسائط المتعددة اصبحت ركنا مهما في بناء منظومة الانسان.
يعتبر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي من المشاكل الشائعة في عصرنا الحالي، فأصبح الكثير من الناس يقضون ساعات طويلة يومياً في الاطلاع على هذه المواقع، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، ويجعلهم يتجاهلون حياتهم الاجتماعية والعائلية ومسؤولياتهم الوظيفية والدراسية.
فالإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها بشكلٍ خاطئ يتسبب في الكثير من الأضرار النفسيّة والاجتماعيّة والصحيّة كما ينتج عنه آثار سلبية كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع؛ وقد أشارت عديد من الدراسات إلى أن هذا الإدمان يعيق إنتاجيّة العمل ويقلل التحصيل العلمي.
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي هو حالة تحدث عندما يصبح الشخص متعلقًا بشكل مفرط بالتفاعل والاستخدام المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يؤثر سلبًا على حياته الشخصية والاجتماعية والعملية. يمكن أن يتسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي في اهتمام مفرط بعدد المتابعين وعدد الإعجابات والتعليقات، ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر عندما يكون الشخص بعيدًا عن هذه المواقع، فالإدمان الإلكتروني هو نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص كما صنفها الأطباء النفسانيين و الذي يوحي بالإستخدام القهري للأنترنت و تصفح المواقع بشكل متواصل و الاعتماد عليه في كافة الأمور الحياتية سواء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي او التسوق عبر الإنترنت و يؤثر الإدمان الإلكتروني بشكل سلبي على صحة الفرد النفسية والعقلية وتؤدي الى الانحراف و السلوكيات الخاطئة خاصة عند الأطفال والمراهقين.
هناك عدة عوامل تسهم في تطور إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك: مواقع التواصل الاجتماعي لها جاذبية ( خادعة )، تجعل الإنسان يُقْبل عليها بشدة ثم مع مرور الوقت إن لم يحذر و يدرك و يعقل، يغرق في بحرها و يضيع في عظيم اتساعها و يتوه في غياهبها و تتحول لإدمان، وهذا الادمان يصبح محبّباً لأنه يصبح ملجأ المنهزمين من واقعٍ…
أو الهاربين من أداء واجبٍ…
أو التائهين في فراغهم النفسي و الاجتماعي.
1. تصميم المواقع: تصميم مواقع التواصل الاجتماعي يهدف إلى جعلها مدمرة من الناحية العقلية، حيث يتم تصميمها لتكون مثيرة ومثيرة للاهتمام، وتوفر تجارب مدمرة ومكافآت على شكل إشعارات
2. الانعزال الاجتماعي: قد يلجأ الأشخاص إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل والتفاعل الاجتماعي عن بُعد، وذلك بسبب الشعور بالوحدة أو الانعزال الاجتماعي في العالم الحقيقي.
3. الهروب والتسلية: يستخدم بعض الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للهروب من الواقع أو للتسلية، مما يجعلهم يستخدمونها بشكل مفرط.
4. الرغبة في التأكيد والاعتراف: قد يبحث الأشخاص عن التأكيد والاعتراف من خلال عدد المتابعين والإعجابات والتعليقات.
مواقع التواصل الاجتماعي هي عالم افتراضي لايجب أن يعزلنا أو يفصلنا عن الواقع.
ولابد من الخروج من هذا العالم والتفاعل مع المحيط حتى ندرك سرعة إيقاع الحياة ونمارس أدوارنا الاجتماعية المختلفة.
كما يجب أن ندرك أن العلاقات الافتراضية تبقى علاقات هلامية خادعة لا تغني عن علاقاتنا في الواقع.
وحري بنا إدراك أن معظم إن لم يكن كل المتفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي لا يتصرفون بطبيعتهم ولا يمكن الحكم على سلوكهم لسعيهم الدائم لتحسين صورتهم بغرض جلب الاهتمام أو الاعجاب.
الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يتسبب في أمراض نفسية خطيرة كالعزلة والاكتئاب وهشاشة العلاقات وضعف الحكم على الواقع والنرجسية والانسحاب الاجتماعي وغيرها من الاعتلالات النفسية التي قد تؤثر سلياً بشكل لا يصدق.
كذلك من مخاطر هده المنصات ايضا انها تسبب تسرق البيانات، ايضا هذه المنصات طورت مايسمى بالالغوريزم او الخورزمية او الذكاء الاصطناعي التي لديها القدرة على ان تجعل البرامج المحملة على هاتفك تدرسك وتدرس شخصيتك وتعرف ماهي اهتماماتك السياسية الدينية الاقتصادية والثقافية.
فهي درستك جيدا ودرست تفكيرك واصبحت ايضا لها القدرة ان تتنبا بتفكيرك للاجال القادمة لهذا تجد ماتحدثت به متاح في شكل فيديوهات او اعلانات عند تصفحك للبرامج
انت الان اصبحت كتاب مفتوح انت لم تدفع مقابل الاستمتاع بالخدمة لانك بكل بساطة انت المقابل انت هو السلعة، انت اصبحت تباع للشركات التي تروج لمنتوجاتها
فاكبر هدف لهده الشركات هي ان تجعلك مدمن وان تبقى متصل بالبرنامج لاطول فكرة ممكنة يعمل لك تحديثات والعاب ليجعلك دائما متشوق للتصفح لهده الوان الاشعارات وطلبات صداقة ووو تكون حمراء لانها حسب علم النفس تثير الفضول لتعرف من علق او فعل امرا ما واكثر من ذلك هو يوجه حياتك يرسل لك اشعار بان صديقك اليوم عيد ميلاده او ان صديق اخر لديه حالة وفاة لكي تعظم الاجر له هو يتحكم فاللعبة فقط باشعارات المهم انك تبقى متصل لكي يدرس افكارك ويسلب مشاعرك فاغلب حالات الاكتئاب اليوم بسبب هده المنصات فوسائل التواصل اضحت أساليب الحرب النفسية التي تنتهجها الدول والحكومات وجماعات المصالح من أجل السيطرة على الجماهير، متمثلة بالبروبغاندا والأكاذيب والتزييف والتلفيق وإخفاء الحقائق والاستخدام الملتوي للغة والمصطلحات، والإخضاع والتغييب والتطويع بشتى الطرق تطبيقا لمبدأ “احتلال الأرض يبدأ من احتلال العقل واحتلال العقل يبدأ من احتلال اللغة.
وقد ساعد تقدم تقنية المعلومات في تسهيل هذه المهمة، وبدلا من أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مثلا والإنترنت وسيلة لتطور العقل البشري أصبحت الوسيلة المثلى لغسيل الدماغ بما يخدم الأهداف السياسية المطلوبة.
صار من السهل على أصحاب المصالح خلق (أغلبية وهمية) على الإنترنت بواسطة لجان إلكترونية مثلا للترويج لقضية ما بتضخيم و التهويل الاستخدام العشوائي والمفرط لمواقع التواصل الاجتماعي والانترنت عموما في عالم افتراضي متدفق بكميات كبيرة جدا من المعلومات تشبه طريقة تقديم اطباق طعام شهية متتالية دون أن تلتقط انفاسك بين لقمة وآخرى وهو الوضع الذي يؤدي إلى تشتت التفكير وتغيير طريقة تفكيرنا نحو الواقع وفقدان القدرة على التركيز وتشجيع التفكير السطحي وتمنح لك وعيا معرفيا زائفا، وهو ما يعني أنه كلما زاد إدمانك على الانترنيت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كلما زادت سطحية المعرفة القشرية التي تتلقاها..!
وهذا هو الواقع الذي نراه اليوم مع تدفق وزحف وفوضى المواقع عندنا في الجزائر.
صفحات ومواقع تشجع التفاهة وتعمل على إفراغ الدماغ وملأه بالمعلومات الزائفة ونشر ثقافة السوسيال والعواطف والإستيلاب ..رغم إدراكنا أنه سلاح ذو حدين حسب استخدام الفرد وذهنية الفرد وثقافته .!
لذلك يجب تجديد مناهج البحث لدراسة هاته المجتمعات الافتراضية الجديدة خاصة بعد التحولات المورفولوجية الاجتماعية بظهور المجتمع الافتراضي حيث ان الشكل الذي استدمجت به التكنولوجيا في وقتنا الحالي جعلها كنمط عيش اجتماعي مشترك ظهرت معه اشكال اجتماعية وممارسات جديدة تطرح تساؤل حول بخصوص مناهج الملائمة لدراستها.
فالفضاء الرقمي كمجال جديد للبحث السوسيولوحي اصبح ميدان حديث للدراسات خاصة شبكات تواصل الاج التي اضحت مجال للتفاعل والتبادل الاج الذي يعطي معطيات مفتوحة تنتج دون طلب مسبق وكذلك اضحت هاته المنصات تصنع الفكر وتوجه الذوق العام.
Discussion about this post