نقطـــــــــــــة نظــــــام …

نقطـــــــــــــة نظــــــام

        الحــرب السيبرانية والتقنيــة التكنولوجية المعقدة

      بقلــــم :

لميــــاء العامريــــة 

احــداث لبنان الاخيرة التي طالت الالاف من عناصر حــزب الله في لبنان وسوريا من خلال انفجارات اجهزة الاتصال اللاسلكية والتي تعتبر الاولى من نوعها في العالم رفعت حجم التكهنات والتحليلات وشغلت اجهزة الاعلام العربي والعالمي كحدث هو الاول من نوعه عالميا وما يلفّه من غموض حول كيفيته واسبابه ونوع التقنية التكنولوجية المعقدة والمتطورة التي استخدمت لهذا الغرض .. 

في العام 1975 صرح السيناتور الامريكي فرانك تشيرش المختص بدراسة الاجراءات المتعلقة بالانشطة الاستخباراتية : ( لقد طورت حكومة الولايات المتحدة قدرة تكنولوجية تمكننا من مراقبة الرسائل التي تنتقل عبر الاثير … يمكننا تحويل وجهة هذه القدرة في اي وقت نحو الشعب الاميركي ولن تبقى لدى اي اميركي اية خصوصية مع هذه القدرة على مراقبة كل شيء ، المحادثات الهاتفية ، البرقيات …. لا يهم ، لـــن يكــون هنـــــاك ايّ مكان للاختبـــــــــاء ) . 

رسالة منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمن ، في ظل سباق محموم للتطور التكنولوجي والمعلوماتي ، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ظل الاحداث الجارية في لبنان .. اين وصلت التكنولوجيا الغربية في عصرنا هذا بعد توظيف الفضاء المحيط بنا عسكريا وتقنيا ؟ والى اي مدى بلغت الخطورة من حيث الاختراق الامني السيبراني للعالم كله ؟

بلا شك ، لعب ( حلف العيون الخمسة ) المؤسس في العام 2011 والذي ضم كلّ من ( الولايات المتحدة ـ بريطانيا ـ كندا ـ استراليا ـ نيوزيلندا ) حلفا يدعم وبقوة مخططات الامن القومي الامريكي NSA للسيطرة القصوى على قطاع الاتصالات والمعلومات السيبراني والتي تعتبر مؤسسة خدمات الاتصالات الكندية CSES التي انشأت اكبر موقع تجسس لمراقبة الاتصالات حول العالم بكل تفاصيلها الدقيقة على اسس النظم الرقمية الفائقة التطور والتعقيد دون اخفاء مؤسسات المراقبة والتجسس والمراقبة الدقيقة في استراليا ونيوزلندا .. 

ليس هناك ايّ مكان للاختباء …!!!! رسالة السيناتور الامريكي المشفرة قبل نصف قرن … 

ومهما تعددت وجهات نظر المختصين وخبراء الامن السيبراني وتحليلات الاحداث ، يبقى الواقع الذي يطرح نفسه امام العرب وعلى وجه الخصوص دول الصراع ومحاوره في الشرق الاوسط والعالم العربي والاسيوي بشكل عام  

ما القادم في ظل انعدام التكافؤ التقني والتكنولوجي بين العرب والغرب وسط ظروف مصيرية غاية في الخطورة والتعقيد ؟؟؟؟؟

متى يعـــي العــــرب ان الشعارات لم تعد سوى اسطوانة مشروخة في عصر الرقمنة ؟؟؟؟