الأستاذ المهندس … سربست آغا بن ديوالي آغا بن سعيد آغا.
بقلم الكاتب … أنيس ميرو
لا زالت القيم الاجتماعية تشكل عاملا مهما في المجتمع ولا زالت الخصوصيات دورها ومكانتها في المجال الاجتماعي والعرف العشائري وحتى في المجال السياسي موجود… الأستاذ المهندس(سربست آغا بن ديوالي آغا بن سعيد آغا رئيس عشيرة الدوسكي). في مدينة ( دهوك) وما حولها و توابعها هناك غالبية كبيرة لأبناء هذه العشيرة العريقة التي كانت دوماً مصدرا للخير والاستقرار والفخر ومعالجة المشاكل الاجتماعية مابين الأديان والقوميات التي كانت ولا تزال موجودة في هذه المحافظة العريقة والتي أخذت هذه الصفة المتميزة ،وللمحافظة على تلك الثوابت الاجتماعية والأخلاقية بين سكانها في عهد المرحوم ( سعيد آغا) الدوسكي لم يبخل بمهامه تجاه أبناء هذه المدينة والسهر على تلك الثوابت الاجتماعية والدينية فيها في وقتها، لقد عاشت في هذه (المحافظة) قوميات و أديان ومواطنين من مختلف الأديان متآخين فيما بينهم. بروحية التسامح والمحبة فيما بينهم ونادراً ما كانت تحدث مشاكل اجتماعية بسيطة من قبل بعض النفوس الضعيفة ولكن كان يقوم المغفور له ( سعيد آغا) بمعالجة الموقف بسلاسة وبحكمة وحل هذه العثرات ومن بعده المغفور السيد ( ديوالي آغا) تولى على رئاسة هذه العشيرة وبالحفاظ على امن وسلامة الرعية و لصيانة حقوق القوميات المتآخية فيها وهناك تصاهر ما بينهم وما بين العرب ولبقية العشائر التي تحيط بهذه المدينة العريقة ( دهوك) وكانت فترة إشغال المغفور ( ديوالي آغا بن سعيد آغا) من اشد الفترات التي كانت تتصف بحدوث مشاكل اجتماعية وسياسية قاهرة و ما حل بكوردستان العراق من حروب ومشاكل رهيبة وحدوث مشاكل للمواطنين من جراء تعدد الولاءآت السياسية لهذا و ذاك ولأحزاب وجهات مختلفة ولكن كان لدور ديوالي آغا دوراً مشرفا لإنقاذ أرواح كوكبة كبيرة من المعتقلين في السجون وبمراكز الاعتقال في مدينة ( دهوك) والعمل على الإفراج لهم فور وصول الخبر إليه كان يقوم بجهوده للإفراج عنهم من السجون لكون المرحوم له ثقل اجتماعي واقتدار غير محدود لدى عامة أبناء مدينة دهوك فكان ذوي المعتقلين يطلبون منه للإفراج عنهم رغم تعدد انتماءاتهم الحزبية سواء كانوا من الحزب الديمقراطي الكوردستاني او الحزب الشيوعي العراقي .
إن فترة ما بعد الخمسينيات نشطت هذه الأحزاب في هذه المناطق فكان رحمة الله عليه يذهب بشخصيته البهية لهذه الجهات وكان دوماً ينجح بالإفراج عنهم لكون غالبيتهم كانوا يهابونه وكان يسهر لإشاعة الأمن و الأمان بما يخص الأخوة المسيحيين و اليزيديين . لا أنكر كانت تحدث تجاوزات قليلة من أشخاص ضعاف (النفوس) فكان يتصدى لهم ويمنع ذلك وكان كريم وعزيز النفس مع كل من قصده.
الشخصية الاجتماعية في مدينة ( دهوك ) الأستاذ ( أديب ميرو) كان مدير النشاط الرياضي في وقتها يروي هذه الحادثة إذ قال: كنت في مقر تربية محافظة دهوك تفاجأت بدخول المرحوم (ديوالي آغا ) ومن خلفه رجل يدخل لمبنى تربية ( دهوك) وبعد أن رحبت به سألته عن سبب زيارته لمبنى التربية حيث كان الأستاذ محمد سعيد) مديرا للتربية فقال هل مدير التربية موجود فقلت له نعم و دخلنا معاً إليه وبعد أن علم منه سبب زيارته وافق مباشرة على تعيينه في مقر المديرية بصفة ( عامل تنظيم الحديقة) وتولى بإصدار أمر تعيينه وشكره على ذلك وأثناء خروجه من غرفة مدير التربية سحب محفظة نقوده ونقد هذا المعدم بمبلغ من المال وقال له اظن سوف يكفيك لحين أن تستلم راتبك في نهاية الشهر فدعا الرجل له بالتوفيق. وبعد أن ذهب الرجل لسبيله استفسرت من (ديوالي آغا) من يكون هذا الرجل فضحك وقال : لا اعرفه بل دخل الديوان في مضيفي وعلمت منه انه معدم وانه ليس من أبناء عشيرتنا ؟؟؟ ، هذا يسر من كرم أخلاقه وأفعاله تجاه الرعية وهناك آلاف من المواقف الكثيرة لديه ومن بعد رحيله ( رحمة الله عليه) خلفه من بعده المرحومين ( چيايى آغا و سعيد آغا) رحمهم الله حيث إنهما لم يبقوا لفترة طويلة في قيادة العشيرة وتبوء الأستاذ المهندس( سربست آغا بن ديوالي آغا بن سعيد آغا) في قيادة شؤون عشيرة الدوسكي وفي وقت صعب وحساس وقد اكتسب ثقافة وخبرة جيدة وتعامله مع الرعية راقي كما أن مكانته الاجتماعية يوصف كشخص محبوب ويقوم بخدمة أهله جميعا بتواضع كبير ومحبوب لدى الجميع لقد اكتسب محبة غالبية أبناء العشيرة وأهالي مدينة ( دهوك) وما حولها …
ادعوا له من الله بالتوفيق وبالنجاح وبدوام الصحة والعافية…
Discussion about this post