القصيدة تأخذنا في رحلة إلى ما طرأ على طقوس العرس التونسي
حيث يعبر أمامنا شريط مشهد العرس التونسي الذي بات لا يقام إلا في (الصالة)
مشهد الفرح الذي هجر البيوت
وبات يصدر إلى قاعات أعدت للغرض
فيبدو العرس وكأنة مجرد لقطة في شريط سنيمائي بل وأبعد هو مجرد لقطة عابرة
وكل الحضور هم مجرد كومبرس
فرح بدون روح وبدون فرح انه زمن العرس المعلّب
والقصيد صوّر
جانبا مما يكون عليه الوضع في العرس التونسي
وشَنْشَنتُ كل القوارير حولي
وقمتُ إلى حيث دَقُّ الطبول
وعزف المزامير في آخر المنعطفِ
ترى عن أي قوارير يتحدث الشاعر؟
هل هي قوارير الجعة التي تحتسى في مثل هذه المناسبات
أم هي قوارير اتخذت كآلة إيقاعية
لمولد موسيقى مبتكرة كما يعزف بالملاعق والشوكات وبالمهراس
المهم هناك شنشنة ودندة
كما ركز القصيد على حضور أم العروس وأم العريس ولكل كلمتها في تحديد المسالك والأماكن وخط سير الراقص
وللمصوّر دور مهم في اختيار زاوية التقاط الصور،هذه الصور التي ستظل أسيرة (ألبوم صور)إلى ماشاء لها الله
وبعد ان يرى الراقص فتاته تنزل إلى حلبة الرقص ممزقة دفتر العادات والتقاليد وضاربة بها عرض العقلية البالية وتروح في نوبة رقص كالمخمورة ينسى كل شيء ويهب إلى حيث هي ويبادلها الرقص حتى الاحتكاك بالكتف ..علما أنه لا دخل للشرف في الرقص المباح
وقد يكون كل هذا تهيؤات مدعو لحضور العرس لعبت الخمرة برأسه
أو مجرد رقصة الالتحام مع الذات على الطريقة الصوفية
ويبقى الرقص تعبيرا
بالرقص يعبّر الجسد عن أبعاد أخرى في روحه فبين القفز واحتلال الفضاء وبين الانحناء والانثناء والتقوقع يتوغل الراقص في خبايا النفس ويستجلي سحر أسرارها
والرقص حياة تحتاج الشجاعة والإرادة لإتقان قواعد الرقص
وإتقان فن الرقص يعني ارتقاء وبلوغ السقف المطلوب للتعبير عن الذات والواقع وعند هذا الحد ينتفي رأي الآخر ويفقد أهميته (أراها إلى ساحة الرّقص تدنو…/تُصرّ ملابسها… عند صرّتها../غير عابئة بالتقاليد والناس والشَّرَفِ/)وينصهر الجسد في الروح تنسجم الروح مع الجسد في عزف منفرد وإيقاع استثنائي
عندها يكون سحر التواصل والارتقاء
ويصبح الرقص تعبيرا فيزيائيا يظهر
سطوة الجسد وقوته وتناغم أعضائه
والرقص ينقل مشاعر وعواطفه او يسرد حكاية تواصلا مع الآخر
Discussion about this post