تحطيم قوارير ،زجاج يتناثر هنا وهناك،شظايا المرايا حادة تتموّج داخل الاطر الذهبية،
كراسي ترفع في عصبية تلامس السقف وتعود جاثمة في صَغار في الركن المقابل لموضع انطلاقها،
طاولات تدفع بقوة فتروح في تزحلق سريع ومترنحة في تباطؤ تتوقف مرتطمة بمن سبقها ثم تخرس وتتحجر في مكانها…
من وراء(الكنتوار )البارمان مشدوها يفتح قارورة جعة لحريف كان يستعجله وللتوّ تبخر …
التفتَ وراءه شرب نصفها وسكب الباقي في حوض غسل الكؤوس…
جل المصابيح تتأرجح وتنذر بانطفاء قريب ماذا لو فعلها التيار الكهربائي وانقطع؟
ماذا لو سبح (البار) في ظلام دامس؟
واااو …سيكون محظوظا جدا
هو يعرف زوايا وثنايا وخبايا المكان
سينعم بقارورة(شامبانيا) بعد الاستحواذ عليها من رف النبيذ النبيل مع بعض المكسرات التي طالما تلذذ طعمها من رائحتهاعلى طاولات المحظوظين من روّاد الخمارة فيبتلع لعابه في مرارة …
كم رنا إلى هذا الرّف في حسرة هو الذي يعشق هذا المشروب الفرنسي الفاخر وما استطاع إلـيه سبيلا، شابّ في مقتبل الحياة ميّت ،عاطل عن العمل يعيش على ما يشبه الصدقات…
كم تمنى أن يكون(نادلا)في بارٍ فاخر
يلامس قوارير المشروبات الروحية
ويتغزل بها …محدثا نفسه في صمت
قوارير المشروبات الروحية
كالنساء تماما، منها القصيرة والطويلة والمعتدلة القامة
الفودكا تعانقك دون حياء لكن ببرود تامّ هذا طبع الروسية تقربك لتسبيَ حرارتك لا غير وتتركك باردا لا روح فيك…
الويسكي مذكّر الاسم ،أنثوي الأفعال
ومع أول رشفة تستحيل إلى بهلوان
مسّـه جان، ويستحضر ذهنك كل تضاريس أنثاك الحلم ،بدءا من تفًاح الصدر ،وصولا إلى المؤخرة ،وانت تداعب الكأس ذات النتوءات… فسحة جنون في أرض تتمنّى استيطانها بلا عودة…
الكونياك يا عيني على الكونياك يُـذكّـره
بمشهد في فيلم مصري حيث يقول الممثل( الكونياك مشروب البنت المهذبة )فيضحك مقهقها
وكل البنات كونياك يا سيدي…
والتّــكيلا المكسيكية تراودك عن عقلك جهارا نهاراً
تأخذك في رحلة اكتشاف المكسيكية
هذه الأنثى الجذابة والمغرية لحد الغواية والمخلصة لحد الخيانة ،وسرعان ما تدمنها
ولن تستطيع التخلص من طلسمها…
نبيد فوّار قد تستطيب الغرق فيه…
نطت غريزته وألحت عليه شهوة الأنثى
ولامس في خياله مناطق محظورة في جسد كان يراه رؤيا العين ملقى على فراشه …ماأروع عمل ابليس كمخرج فهو لا ينسى أدق تفاصيل مشهد السقوط في وادي الموت…
انقطع التيار الكهربائي ابتلع الظلام الخمّارة
نزل من على الكرسي الدوار تحسس طريقه ترنّح سقط ..تحامل على نفسه حاول النهوض مد يده أمسك في شيء حي متحرك…ركلته رجل ليجد وجهه يلامس البلاط ، حبَـا حتى ارتطم رأسه بجسم صلب ،
استنشق رائحة دخان كاد يختنق
صاح حريق …حريق …
نهض وركض صوب النافذة كسر زجاجها في عصبية وحاول أن يقفز لينجو من ألسنة اللهب …صفعته نسمة صباحية باردة انتفض فتح عينيه لا شيء يدعو للقلق ، وجد نفسه جالسا بين صخور شاطئ مهجور محاطا بقوارير الجعة الفارغة…
للمرة الالف يتأخر عن موعده مع عروس البحر، أكيد حلّت كعادتها في الموعد… وكعادته تأخّـر صحوه ،نهض وركض صوب البحر تطاير الماء ،زغردت الأمواج ،وانتشى البحر …توغل… وتوغّل… مرددا :
Discussion about this post