بقلم الأديب أيمن دراوشة
هناك عدة أسباب محتملة لهذا الاختلاف:
طبيعة الجنس الأدبي:
الهايكو: يعتمد على البساطة والتكثيف، ويهدف إلى التقاط لحظة واحدة أو انطباع سريع نحو مشهد حقيقي يمكن تخيله، التشبيهات والاستعارات الطويلة قد تشتت الانتباه عن هذا الهدف.
القصة الومضة: تشبه الهايكو في إيجازها، ولكنها تتطلب تركيزًا أكبر على السرد. قد تكون التشبيهات المعقدة عائقًا أمام هذا السرد السريع.
الجماليات الثقافية:
الثقافة اليابانية: تقدر البساطة والوضوح، وتفضل الإيحاء على التصريح المباشر. الهايكو يعكس هذه القيم الثقافية.
الثقافة العربية: غنية بالبلاغة والشعر، ونستمتع بالتشبيهات والاستعارات المعقدة. هذا التباين في التفضيلات الثقافية يؤثر على الأشكال الأدبية.
التاريخ والأصول:
الهايكو: نشأ في بيئة طبيعية بسيطة، حيث كان الشاعر يهدف إلى التقاط جمال الطبيعة بلغة واضحة ومباشرة.
القصة الومضة: تطورت من الحكم والامثال وربما القصص الشعبية القصيرة، والتي كانت تعتمد على السرد السريع والحوار المباشر.
ختامًا:
اختلاف استخدام التشبيهات والاستعارات بين الأجناس الأدبية المختلفة يعكس تباين الأهداف الجمالية والثقافية لكل جنس. فبينما يفضل الهايكو والقصة الومضة نقل المشهد كما هو بعيدًا عن الخيال المبتكر، فإن النصوص الأدبية الأخرى غنية بالبلاغة والشعر.
هل اختفاء الصور الفنية من الهايكو واقصص الومضة يقلل من قيمتها الأدبية:
بشكل عام، لا يمكن القول بشكل قاطع أن اختفاء الصور الفنية يقلل من القيمة الأدبية للهايكو وقصص الومضة. قد يكون هذا الاختفاء في بعض الحالات عاملاً إيجابياً يساهم في تعميق التجربة القرائية، وفي حالات أخرى قد يكون عاملاً سلبياً يقلل من جاذبية النص.
العوامل التي تؤثر على القيمة الأدبية في هذه الحالة تشمل:
مهارة الكاتب: الكاتب الماهر يستطيع خلق صور ذهنية قوية باستخدام اللغة وحدها، حتى بدون الاعتماد على الصور الفنية المباشرة.
نوع النص: بعض النصوص تتطلب وجود صور فنية واضحة لنقل المعنى بشكل فعال، بينما نصوص أخرى قد تستفيد من الغياب النسبي لهذه الصور.
توقعات القارئ: تختلف توقعات القراء حول ما يشكل نصاً أدبياً جيداً. بعض القراء يفضلون النصوص التي تحتوي على صور فنية واضحة، بينما يفضل آخرون النصوص التي تعتمد على الإيحاء والتلميح.
Discussion about this post