بقلم الدكتورة بهيّة الطشم
ننشد الحكمة المترامية الأنواع من الفلسفة( ام العلوم) أو الفيلوصوفيا وهي كلمة تحمل معنى محبة الحكمة باللغة اليونانية.
ولا غرو أن نستلهم استراتيجية فلسفة متواضعة لمُقاربة موضع بالغ الأهمية في الراهن المعيوش ألا وهو: الفلسفة الوقائية من المخدرات.
وبادىء ذي بدء؛ سنطرح اشكالية بارزة مفادها: كيف السبيل لتعزيز المناعة النفسية في محاربة مرض نقص المناعة أو الإيدز؟
لم يكن بُدٌ من الإشارة اولاً الى الإرادة الأولى من عُمر الحياة الجنسيةوالتي أشار اليها فرويد عندما فسّر عُقدة اوديب وعُقدة إلكترا.
فالرغبة الجنسية أو الدافع الجنسي la libido
ترتبط وبشكل معياري بموضوع اللذة الجنسية أو قطب الرحى بمعنى الانوجاد الانسان وفقاً لدرجة أهميتها في الفلسفة الوجودية لكل كائن.
لقد قسّم الفيلسوف اليوناني العملاق النفس الانسانية الى ٣ قوى: القوةالشهوانية؛ الغضبية والعاقلة.
حيث قال كلمته الرائدة في هذا السياق بضرورة سيطرة القوة العاقلةفي النفس على القوتين الشهوانية والغضبية؛ اذ يفقد العقل قدرته التفكيرية الصائبة في لحظات الانفعال الفصوى لغريزتي الشهوة والغضب؛ أو بمعنى آخر يتوقف عن التفكير لعدة دقائق…حين تنتابه انفعالات الشهوة أو الغضب.
وفي وقتنا الراهن وابّأن التعرّي من أبرز القِيم الأخلاقية وللأسف الشديد…وفي زمن أزمة الاستخدام الذكي لوسائل التواصل الاجتماعي التي دخلت كل بيت وكل غرفة واحترقت الخصوصية الفردية بشكل مخيف….فإننا نشهد التفلٍت من الانضباط في السلوكيات سيّما الشعرية….وبروح السلوكيات الركيكة المتأثرة بالافلام الإباحية واكثر محتويات التيك توك الصادمة….والخاوبة من معنى ايجابي.
اذاً يشوف الجيل الالكتروني اذا صحت التسمية في في هذا الحين من زماننا بتخلف شُهرةة زائفة في العالم الافتراضي في سِياق استعراضي.
ولا غرابة البتّة أننا نحتاج أشدّ الاحتياج الى خلق وتكريس فلسفة وقائمة احترافية من وحش مفترس يهاجم صحة الشباب العربي في ظل الانحلال الأخلاق المستشري في أغلب المجتمعات وسِيادة السلوكيات الجنسية الشاذّة التي لا يتوان اصحابها من المجاهرة بها علناً والدفاع عنها كوجهة نظر وكأسلوب ُحر .
ولعلٍنا نستحضر بإعجاب شديد قول الامام علي(ع):” من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر.”
فالجسد هو آلة النفس والنفس العاقلة هي المرشد والدليل المُعقلِن لسلوكيات الانسان.
ولا بدّ من التأكيد بأن التطرّف في الشيء هو عدو الشيء أو السلوك أو أن الرغبة المتطرفة هي عدوّة الموضوع المرغوب به أو الشخص الحامل للرغبة المستمرة بأي موضوع.
على اعتبار انّ انتهاب اللذات الجنسية المختلفة والإكثار من العلاقات الجنسية المتعددة والمشبوهة يمثلان السبب الأول لِما يسمى مرض الإيدز أو نقص المناعة.
وها هنا تكمن أهمية التركيز على إلقاء الضوء الساطع وتقديم مقاربة وجيزة لمعالجة بعض العُقد النفسية التي تشكل الخلفية وراء السعي للنزوات الجنسية المُفرطة والانغماس في العلاقات الجنسية المتعددة والمشبوهة.
وفيما يلي نُبرِز أهم النقاط لرسم استراتيجية وقائية من مرض الإيدز:
* ضرورة تحقيق الإشباع العاطفي لكل انسان من عائلته ومحيطه منذ نشأةه وبدء تكوين شخصيته وتعزيز مناعته النفسية في وقت مُبكر لمهاجمة الجراثيم النفسية بشتى انواعها سيّما الابتذال باختلاف موضوعاته.
* الاحتضان العاطفي والاحتواء النفسي للفرد الذي تعرّض لخدمات شُعورية وانفعالية.
* تكريس فكرة أن لا يكون الانسان مُتاح للآخر مهما بلغت الميول العاطفية مبلغها؛ اذ يجب أن تخضع لميزان العقل الراجح.
* تهذيبالميول الجنسية بضوابط مجتمعية مقبولة ومعقوله.
* تفعيل العُقدة الايجابية في كل نفس ألا وهي التساميsublimation
* بمعنى تفريغ الطاقة الجنسية بأعمال إبداعية: رواية؛ قصيدة؛ لوحات فنية؛ تأليف موسيقي؛ مسرحيات فنية.
* محاربة الفراغ اولاً واخيراً…فالفراغ هو عدو الانسان بعد الجهل بمعنى إشغال الدماغ بنشاطات واعمال وروايات لكي لا يكون متلقي….كصفحة بيضاء لوسائل التواصل الاجتماعي.
* ارشاد الاطفال منذ تنشئتهم وتعليمهم على ضرورة حماية اجسادهم… وخلق مسافة آمنة للتلامس الجسدي مع الآخرين حين تقتضي الضرورة.
* التثقيف الجنسي…بحسب المراحل العمرية سيّما وان الانسان يكتشف بأن جسمه يعطيه لذة جنسية ابتداء من عمر ١٢…والأهم توظيف اللذة ايجابياً وبشكل منظّم بعيداً عن الانحرافات الجنسية…او التشدد العارم في كبت الميول عند الفتاة ازاء الشاب والعكس…والأهم نموها بشكل صحي وايجابي بمنأى عن الابتذال أو الاستغلال الجسدي.
* تأمين الاطار الاجتماعي والنفسي والعقلي المقبول لممارسة الليبيدو الصحي والسوّي بشكل دوري ومنظّم فالليبيدو العشوائي مع شخص ودون عاطفة ذكية….هو الجهل بذاته.
* منع الليبيدو أو الجنس المفرط في تعدد العلاقات الجنسية والمشبوهة هو السبب الاساسي للايدز.
* كما أن مخالطة الأصّحاء للمرضى في الإيدز واستعمال ادواتهم…….
* واخيراً….لا بدّ من تكريس سيكولوجية جنسية صحيّة وسلامة بعيداً عن اللذات المشبوه مهما كثرت الإغراءات الحسية أو كانت الميول رخيصة….وتاو توفرت النزوات بشكل لامعقول.
وكل ذلك…لتبقى صحة الانسان الجسدية والنفسية في المرتبة الأولى ولكي لا يكون الندم نديم صاحب المرض….الذي يحرق عمره بنار غبائه….
وتبقى الوقاية خير من العلاج بأضعاف المرات….
Discussion about this post