بقلم خطاب الفاروقي /السودان.
تُعدّ النزاعات المسلحة في السودان من أكثر الكوارث الإنسانية التي أثرت بعمق على المجتمع السوداني، ولا سيما على الأطفال الذين وجدوا أنفسهم في مرمى نيران الحرب. إن تأثير الحرب على الأطفال يتجاوز مجرد الأضرار الجسدية، ليشمل تأثيرات نفسية واجتماعية طويلة الأمد، مما يشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل البلاد.
💢 الأثر الجسدي المباشر للحرب :
تعرّض الأطفال في مناطق النزاع السودانية لإصابات بالغة نتيجة الاشتباكات العنيفة والقصف العشوائي المتبادل بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش المسحلة بالإضافة إلى ذلك، تسببت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في إصابات دائمة وإعاقات لعدد كبير منهم. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن آلاف الأطفال في مناطق النزاع يعانون من نقص في الخدمات الطبية الأساسية نتيجة تدمير المستشفيات والمراكز الصحية.
وحسب بيان وتقرير منظمة اليونسيف المنشور في 15 نيسان / أبريل 2024 بأن السودان يواجه كارثة مع دخول الحرب عامها الثاني ومن المتوقع أن يعاني حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل من المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم. [يونيسف] (https://za.gl/xJsL)
💢 الآثار النفسية والاجتماعية :
لا تقتصر تأثيرات الحرب على الإصابات الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والاجتماعي. يعيش الأطفال في بيئة من الخوف الدائم، مما يؤثر على صحتهم النفسية. يعاني العديد منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، والقلق، والاكتئاب. كما أن تفكك الأسر وفقدان الأهل نتيجة النزاعات يضيف طبقات إضافية من التعقيد لهذه الأزمة.
💢 التعليم في زمن الحرب :
التعليم هو أحد أكبر الضحايا غير المباشرين للحرب في السودان. تعطلت العملية التعليمية في العديد من المناطق بسبب تدمير المدارس وتحويلها إلى ملاجئ أو مراكز عسكرية. وفقاً لتقرير من منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children)، فإن مئات الآلاف من الأطفال السودانيين حرموا من حقهم في التعليم نتيجة الصراع الدائر ما بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش المسحلة ونسبةً لتقرير صادر من منظمة اليونيسف حيث لا يتمكن أكثر من 90 بالمائة من الأطفال في سن المدرسة البالغ عددهم 19 مليون طفل في البلاد من الوصول إلى التعليم الرسمي. سيؤدي هذا التعطيل المستمر للتعليم إلى أزمة أجيال في السودان.
(https://za.gl/xJsL)يونيسف
💢 النزوح والتشرد :
نزحت آلاف الأسر السودانية من مناطق النزاع، مما أدى إلى هجرة قسرية للأطفال بعيداً عن ديارهم ومدارسهم وأصدقائهم. هذا النزوح القسري يؤثر سلباً على الاستقرار النفسي للأطفال ويجعلهم عرضة للاستغلال والاعتداء. تشير إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) إلى أن هناك أكثر من 10 مليون نازح داخل السودان، والكثير منهم أطفال. [UNHCR](https://www.unhcr.org)
وبحسب البيان الصحفي الصادر من (يونيسف لكل طفل) أصبح السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث أُجبر أكثر من 4 ملايين طفل على ترك منازلهم منذ نيسان/أبريل 2023، بما في ذلك حوالي مليون طفل عبروا إلى البلدان المجاورة، وخاصة إلى تشاد ومصر وجنوب السودان. ويصل العديد من اللاجئين والعائدين إلى المناطق التي كانت بالفعل موطنًا لمجتمعات أكثر هشاشة ومحرومة، وتعاني من حالات طوارئ وأزمات متعددة.
💢 سبل الحل والتخفيف من الآثار :
لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية، يجب اتخاذ خطوات متكاملة تشمل:
– *تعزيز الحماية: توفير الحماية الفورية للأطفال من خلال إنشاء مناطق آمنة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
– *تقديم المساعدة التعليمية: إعادة بناء المدارس وتوفير الأدوات التعليمية وتدريب المعلمين لمواصلة التعليم في الظروف الصعبة.
– *الرعاية الصحية: تأمين الخدمات الصحية الأساسية وتوفير العلاج والدعم النفسي للأطفال المتضررين.
– *إشراك المجتمع الدولي: تعزيز التعاون الدولي لتقديم الدعم المالي واللوجستي لتعزيز جهود الإغاثة وإعادة بناء البنية التحتية.
💢 يواجه الأطفال في السودان تحديات جسيمة نتيجة الحروب والنزاعات، مما يتطلب استجابة سريعة وشاملة من المجتمع الدولي والمحلي. إن الاستثمار في حماية وتعليم ورعاية الأطفال ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل هو أيضاً استثمار في مستقبل البلاد. يجب أن نتعاون جميعاً لضمان أن يكون الجيل الناشئ قادراً على بناء مستقبل مشرق وآمن بعيداً عن أهوال الحرب.
بقلم ال فاروقي
لمزيد من المعلومات حول تأثير الحرب على الأطفال في السودان والجهود المبذولة للتخفيف من معاناتهم، يمكن زيارة المواقع التالية:
– [يونيسف](https://www.unicef.org/sudan/)
– https://za.gl/xJsL
– [أنقذوا الأطفال](https://www.savethechildren.org)
– [UNHCR](https://www.unhcr.org)
za.gl
Discussion about this post