في قصيدة “مرهقة أنا” للشاعرة التونسية د. آمال بوحرب
د. انسام المعروف
تنبض قصيدة “مرهقة أنا” للشاعرة الراحلة د. آمال بوحرب بالجمال اللغوي والعمق الفكري والعاطفي، وهو ما يميز هذه القصيدة والذي ينعكس في اختيار الألفاظ الدقيقة والمعبرة عن المشاعر العميقة للشاعرة من شوق ولوعة. من البيت الاول، نلاحظ كيف استطاعت الشاعرة التعبير عن إرهاقها ومعاناتها بعبارات موحية وجميلة ورقيقة، مثل “مرهقة أنا والإعياء يقتُلُني”، والتي توحي بشعور الهزال والإنهاك الممزوج بالحنين والشوق العميق لمن تحب. وهذا الحنين والشوق يتجلى في عبارات أخرى مثل “شوقاً الى من كنتُ أهواهُ” و”مازال قلبي على بعدٍ يناشدهُ”. كما نلاحظ أيضًا استخدام الشاعرة لصور شعرية بليغة، كقولها “هذه الدموعُ من الآماق نازلةٌ / تكوي الخدودَ بآهٍ تصرخُ الآه”، والتي توحي بعمق الآلام والمعاناة التي تعيشها الشاعرة. وهذه الصور الشعرية المؤثرة تساعد القارئ على التفاعل العاطفي مع المشاعر المعبَّر عنها في القصيدة وتنقله من بعد المشاهدة الى بعد الانفعال ليصبح جزاء من القصيدة واحاسيسها. علاوة على ذلك، تستخدم الشاعرة لغة شعرية رفيعة المستوى في وصف ارتباطها بالحبيب، كقولها “الله يعلمُ إنَّ الحبَّ مكرمةٌ / يحيي القلوبَ وضاع الناسُ لولاه”، والتي تؤكد على قداسة الحب وأهميته في حياة الإنسان وعلى فكرة تقبلها للمعاناة دون اعتراض فهي تجدها تكريم. و في أبيات أخرى مثل “أقسمت بالحقِ والافلاكُ شاهدةٌ / نِعمَ الحبيبُ وقلبي من تمناه” نجد تشخيص للافلاك التي تتحول الى شاهدة، و”يبقى العشق ميزان الهوى أبداً / أسمى من الحب في تقديس ليلاه” تعبيرًا عن عمق هذا الحب وقداسته. وختاماً ، فان قصيدة “مرهقة أنا” للشاعرة د. آمال بوحرب تعدُ نموذجًا متميزًا للشعر العربي الراقي والجميل. فقد استطاعت الشاعرة من خلال لغتها الشعرية الرفيعة أن تُعبِّر بدقة وجمال عن مشاعرها العميقة وتجاربها الإنسانية المؤثرة وان تجر القاريء لمشاركتها في الانفعال والتفاعل. وهذا ما يجعل هذه القصيدة عملاً أدبيًا راقيًا وقيِّمًا.
Discussion about this post