الحادث الجلل الذي اودى بحياة الرئيس الإيراني و وزير خارجيته و رفاقهم اثر سقوط الطائرة الرئاسية تناول الكثير تحليل اسبابه و منهم من أرجعه لافتراض المؤامراة ، و ترتيب نتائجه قولا بإمكانية تحول نوعي في السياسة الايرانية تبعا لإمكانية تفجر التناقضات الداخلية و ذهبوا في ذلك أيما مذهب.
و بعيدا طبعا عن تحاليل أعداء إيران من القوى الامبرصهيونية و متذيليهما ممن تسوقهم ما أسميه بالأماني السياسية ، فإنني أستبعد تماما المؤامرة الخارجية باعتداء صاروخي على الطائرة لأنه سيكشف فاعليه مما ستكون له تداعيات لا قبل لهم بها خصوصا بعد ان < ابتلع الكيان السكين بدمه > اثر الهجوم الايراني عليه في الرابع عشر من افريل الماضي بما تعرضت إليه في حينه، كما استبعد المؤامرة الداخلية كالعبث بتجهيزات الطائرة ذلك لأن اي طائرة رئاسية و بقطع النظر عن قدمها من عدمه تخضع بالضرورة لمراقبة دقيقة فنيا و أمنيا كما يخضع مسارها و الظروف المناخية الحافة به لترتيبات استثنائية بدليل بلوغ الطائرتين المصاحبتين لها وجهتهما بسلام ، لذا أنا أرجح ما لا يمكن تصوره مسبقا و بالتالي حسابه و تلافيه و هو بكل بساطة الخطأ البشري الذي حدث و يحدث في أكثر من مناسبة و رغم الكفاءة العالية للربابنة.
هذه ملاحظات أردت سوقها بين يدي ما أريد قوله في المضمون و ستكشف التحقيقات صواب من خطأ ما انتهيت إليه من موازنة الفرضيات.
إذ كيفما كانت حقيقة أسباب هذا الحادث الجلل و الأليم فإنه من الثابت ان لإيران، كما في دساتير العالم ، دستورا فيه من البنود ما يلحظ الشغور الرئاسي و يرتب الإجراءات لسده وهو ما هو واقع فعلا ، بمثل ما وقع اثر عزل ابو الحسن بني صدر و اغتيال محمد علي رجائي، كما أنه من الثابت أيضا ان الخيارات الاستراتيجة لإيران لا تتغير بتغير الرؤساء ، إذ رغم الاختلافات الداخلية بين المحافظين و الإصلاحيين فهي دائما تحت السقف الوطني و تحت سقف التناقض الرئيس ضد قوى الهيمنة ، و بالتالي ، وهو ما يهم قضايانا العربية و في القلب منها فلسطين، فهو تحت سقف مناصرة قوى التحرر و المقاومة في وطننا العربي و تحت سقف التحالفات الإقليمية و الدولية المناهضة للمحور الامبريالي، وهو تحت سقف السياسات التي يسطرها المرشد و الهيئات التابعة له ، و دليلي أنه منذ سلكت ايران هذه الخيارات و دفعت في سبيلها الأثمان الباهضة حربا و اعتداءات امنية و عقوبات و حصارا اقتصاديا و اعلاميا فإنها بقيت ثابتة عليه.
أقول قولي هذا من باب توصيف وقائع التاريخ بقطع النظر عن موقفي العقدي او الايديولوجي من النظام القائم في ايران فهو بالنسبة للصراع الذي تقوده أمتي ضد الامبرصهيونية و متذليهما حليف و ظهير ثابت كما هو الحال بالنسبة للقوى الدولية المتخندقة في ذات الخندق .
مهمة التحرير و تصنيف التناقضات العدائي و الثانوي منها و ترتيب التحالفات و التقاطعات على أساسها هي بوصلة النضال الوطني و القومي ضد قوى الهيمنة ، و ليس محور المقاومة في اقليمنا العربي الذي يضم قوى مختلفة المرجعيات الفكرية و العقدية الا شاهد حي على طرحي هذا ، و هو المحور الذي أقام و يقيم توازن رعب مع قوى الهيمنة بفضل ظهيره الإقليمي الإيراني و أظهرته الدوليين من آسيا الى افريقيا الى امريكا الجنوبية ، و هو من يخط طريق النصر نحو عالم جديد رغم مرارة الصراع و فداحة التضحيات. بقلم
معادلات ايرانية
الحادث الجلل الذي اودى بحياة الرئيس الإيراني و وزير خارجيته و رفاقهم اثر سقوط الطائرة الرئاسية تناول الكثير تحليل اسبابه و منهم من أرجعه لافتراض المؤامراة ، و ترتيب نتائجه قولا بإمكانية تحول نوعي في السياسة الايرانية تبعا لإمكانية تفجر التناقضات الداخلية و ذهبوا في ذلك أيما مذهب. و بعيدا طبعا عن تحاليل أعداء إيران من القوى الامبرصهيونية و متذيليهما ممن تسوقهم ما أسميه بالأماني السياسية ، فإنني أستبعد تماما المؤامرة الخارجية باعتداء صاروخي على الطائرة لأنه سيكشف فاعليه مما ستكون له تداعيات لا قبل لهم بها خصوصا بعد ان < ابتلع الكيان السكين بدمه > اثر الهجوم الايراني عليه في الرابع عشر من افريل الماضي بما تعرضت إليه في حينه، كما استبعد المؤامرة الداخلية كالعبث بتجهيزات الطائرة ذلك لأن اي طائرة رئاسية و بقطع النظر عن قدمها من عدمه تخضع بالضرورة لمراقبة دقيقة فنيا و أمنيا كما يخضع مسارها و الظروف المناخية الحافة به لترتيبات استثنائية بدليل بلوغ الطائرتين المصاحبتين لها وجهتهما بسلام ، لذا أنا أرجح ما لا يمكن تصوره مسبقا و بالتالي حسابه و تلافيه و هو بكل بساطة الخطأ البشري الذي حدث و يحدث في أكثر من مناسبة و رغم الكفاءة العالية للربابنة. هذه ملاحظات أردت سوقها بين يدي ما أريد قوله في المضمون و ستكشف التحقيقات صواب من خطأ ما انتهيت إليه من موازنة الفرضيات. إذ كيفما كانت حقيقة أسباب هذا الحادث الجلل و الأليم فإنه من الثابت ان لإيران، كما في دساتير العالم ، دستورا فيه من البنود ما يلحظ الشغور الرئاسي و يرتب الإجراءات لسده وهو ما هو واقع فعلا ، بمثل ما وقع اثر عزل ابو الحسن بني صدر و اغتيال محمد علي رجائي، كما أنه من الثابت أيضا ان الخيارات الاستراتيجة لإيران لا تتغير بتغير الرؤساء ، إذ رغم الاختلافات الداخلية بين المحافظين و الإصلاحيين فهي دائما تحت السقف الوطني و تحت سقف التناقض الرئيس ضد قوى الهيمنة ، و بالتالي ، وهو ما يهم قضايانا العربية و في القلب منها فلسطين، فهو تحت سقف مناصرة قوى التحرر و المقاومة في وطننا العربي و تحت سقف التحالفات الإقليمية و الدولية المناهضة للمحور الامبريالي، وهو تحت سقف السياسات التي يسطرها المرشد و الهيئات التابعة له ، و دليلي أنه منذ سلكت ايران هذه الخيارات و دفعت في سبيلها الأثمان الباهضة حربا و اعتداءات امنية و عقوبات و حصارا اقتصاديا و اعلاميا فإنها بقيت ثابتة عليه. أقول قولي هذا من باب توصيف وقائع التاريخ بقطع النظر عن موقفي العقدي او الايديولوجي من النظام القائم في ايران فهو بالنسبة للصراع الذي تقوده أمتي ضد الامبرصهيونية و متذليهما حليف و ظهير ثابت كما هو الحال بالنسبة للقوى الدولية المتخندقة في ذات الخندق . مهمة التحرير و تصنيف التناقضات العدائي و الثانوي منها و ترتيب التحالفات و التقاطعات على أساسها هي بوصلة النضال الوطني و القومي ضد قوى الهيمنة ، و ليس محور المقاومة في اقليمنا العربي الذي يضم قوى مختلفة المرجعيات الفكرية و العقدية الا شاهد حي على طرحي هذا ، و هو المحور الذي أقام و يقيم توازن رعب مع قوى الهيمنة بفضل ظهيره الإقليمي الإيراني و أظهرته الدوليين من آسيا الى افريقيا الى امريكا الجنوبية ، و هو من يخط طريق النصر نحو عالم جديد رغم مرارة الصراع و فداحة التضحيات. بقلم … صفوان بن مراد
Discussion about this post