كتب/خطاب معوض خطاب
صاحبة العيون الجميلة والنظرة الحزينة
الأميرة “فوزية فؤاد”.. جميلة الأميرات وأميرة الجميلات
الأميرة فوزية فؤاد صاحبة العيون الجميلة والنظرة الحزينة التي كتبت عنها في كتاب “عظماء من مصر” الصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع تعد كبرى بنات الملك فؤاد من زوجته الثانية الملكة نازلي، وشقيقة الملك فاروق وعمة الملك أحمد فؤاد الثاني، وقد اجتمع لديها المال والجمال والسلطة بشكل نادر، ووصفت بأنها أجمل بنات الملك فؤاد، بل هناك من وصفها بجميلة أميرات العالم، وقيل إن شارل ديجول الزعيم الفرنسي وصفها بقوله: “المرأة التي ترك الرب توقيعه عليها”، والأكثر من ذلك أن هناك من وصفها بأنها كانت أجمل نساء الأرض في زمانها، وقد جمعت الأميرة فوزية بين سحر المرأة الشرقية وجمال وأنوثة المرأة الأوروبية، ولم لا وجدها لأبيها هو محمد علي باشا الألباني الأصل وجدها لأمها هو سليمان باشا الفرنسي الأصل.
وكانت تجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية والتركية والعربية بطلاقة، وتقدم لخطبتها محمد رضا بهلوي ابن شاه إيران وولي عهد الإمبراطورية الإيرانية في ذلك الوقت، وتمت خطبتها وسنها 17 سنة، وتم زفافها في يوم 15 مارس سنة 1939 حيث أقيم لها حفل زفاف أسطوري في سراي عابدين بالقاهرة، ووصف هذا الحفل بأنه أكبر حفلات الزفاف التي أقيمت في مصر بعد حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة، وأحيت أم كلثوم هذا الحفل حيث قامت بغناء “على بلد المحبوب وديني” بالإضافة إلى أغنية أخرى كتبها بديع خيري خصيصا لهذه المناسبة، كما أقيم لهما حفل زفاف في قصر القبة في يوم 29 مارس سنة 1939، ولأنه لم تكن توجد خطوط طيران بين مصر وإيران في ذلك الوقت فقد سافر العروسان عن طريق باخرة من ميناء الإسكندرية، ثم ركبا القطار من بغداد إلى طهران في رحلة طويلة، حيث أقيم لهما هناك حفل زفاف ثالث، وتم إطلاق اسم الأميرة فوزية على إحدى المدن الإيرانية التي أصبح اسمها “Fawzia Abad”.
وبعد مرور سنتين على زواج الأميرة فوزية أصبح زوجها إمبراطورا على إيران، وأصبحت هي تجمع بين لقبي الأميرة المصرية والإمبراطورة الإيرانية، ورزق الزوجان بابنة وحيدة هي الأميرة شاهيناز بهلوي، ولكن حدث الانفصال بينهما وتضاربت الأقوال عن أسباب هذا الانفصال، وفي النهاية وقع الطلاق بينهما في سنة 1945، مما تسبب في أزمة سياسية كبرى بين البلدين في ذلك الوقت، وفي يوم 28 مارس سنة 1949 تزوجت الأميرة فوزية للمرة الثانية من العقيد إسماعيل شيرين بن حسين شيرين بك وحفيد الأمير مصطفى بهجت فاضل باشا، وصاحب الشهادة الشهيرة والدور الكبير في مفاوضات عودة طابا إلى السيادة المصرية، وفي يوم 19 ديسمبر سنة 1950 أنجبت ابنتها نادية التي تزوجت من الفنان يوسف شعبان لفترة قصيرة.
والجدير بالذكر أن العقيد إسماعيل شيرين قد شغل منصب وزير الحربية والبحرية في الوزارة التي تم تشكيلها في يوم 22 يوليو سنة 1952 ولم تستمر إلا يوما واحدا فقط بسبب قيام ثورة 23 يوليو 1952، وفي عام 1955 أنجبت الأميرة فوزية ابنها حسين إسماعيل شيرين، والجدير بالذكر أن الأميرة فوزية قد أقامت مع زوجها العقيد إسماعيل شيرين وابنتها نادية وابنها حسين في منطقة سموحة بالإسكندرية، وقد توفي العقيد إسماعيل شيرين في سنة 1994 ثم توفيت ابنته نادية في سنة 2009، وفي يوم 2 يوليو سنة 2013 توفيت الأميرة فوزية عن 91 عاما، وقد أقيمت عليها صلاة الجنازة في مسجد السيدة نفيسة ودفنت بالقرب من قبر زوجها العقيد إسماعيل شيرين.
Discussion about this post