بقلم … يوسف خديم الله
” كلابٌ! ”
لأنّني رجلٌ ملدوغٌ من أهلهِ،
ومثلُكِ، فقيرٌ إلى ماءٍ،
فقد عشتُ وحدي مع كلبٍ ماتَ،
قبل أن يشربَ هو أيضا!
لقد عشتُ مع كلبٍ..
وإن أخذ مني وأخذتُ منه،
فقد فشلتُ في النّهاية، فشلا أقربَ إلى الفضيحةِ:
لا أستطعتُ أن أكون سيّدا عليهِ،
ولا نجح هو ايضا أن يكون لي عبدًا.
إذ لم يكن ينبحُ إلاّ عرضا،
كمن يتسلّى..
والحقيقةُ الاّ ذنبَ عليهِ،
فلا لصَّ يترصّدُ بيتي في ليلٍ.
ولا جارَ أو صديقَ يبصبصُ لهم بذيلٍ،
في نهارٍ..
إلى ان تمكنت من بلعومه حُبسةٌ،
فأشفقتُ..
أشفقتُ، بل صرتُ أنبحُ بدلا عنهُ
لولا أنني في النّهاية،
كنت أنبحُ، بهمّةِ كلبٍ، لا أحرصَ ولا أوفى،
فقط،
لتجيئي أنتِ، أيّا كنتِ:
لصّا يطمعُ في فقري،
أو جارا يجورُ،
أو صديقا يخونُ قبلَ أن يدخلَ قلبي..
تجيئين ككلبةٍ -كما أتخيّلُ-
وعلى لسانكِ لعابُ الهرولة إلى كلبٍ كاملٍ..
في انتظاركِ!
عشتُ وحدي، مسالما،
مع كلبٍ ماتَ.
ومثلما عضّتنى الحياةُ من أمامٍ،
فإن لي -إن جئتِ – رغبةَ كلبٍ واحدةً:
أن أعضَّكِ أنا ايضا، على سبيلِ الترحيبِ لا أكثرَ،
من خلفٍ،
فقط، لأثأرَ من أسنانكِ التي لم تعرف بعدُ
لسانَها إلى شفاهٍ تشققت
من لهفةِ أن تفتحَ قوقعةَ جمرٍ سائلٍ..
قوقعةً/
أطبقتِ عليها من طويلٍ -بعنايةِ فرّانٍ تقاعَدَ-
لأجلي…
بين رمادِ موقدين!
بقلم … يوسف خديم الله (شاعر سابق )
تونس
Discussion about this post