————-
ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُ
وعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ
–
يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداً
بــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ
–
وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْ
بــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ
–
لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍ
أنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ
–
ويُــغَمِّضُ العينينِ حتى لا يرى
عــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ
–
ظــنَّ الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْ
و هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ
–
مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْ
فــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ
–
حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْ
بـــدأَ الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ
–
فــدعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِ
لــينالَ أجــرَ المُحسنينَ ويكسبُ
–
فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْ
وبــطونُهمْ أشهى الموائدِ تطلبُ
–
حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْ
كــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ
–
جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةً
بــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ
–
لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌ
فــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ
–
لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُها
فــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ
–
فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌ
وبــلونِها بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ
—
عبدالناصر عليوي العبيدي
Discussion about this post