ممثل ومخرج مسرحي
الفنان نبيل الألفي.. المستذئب في فيلم “حرام عليك”
كتب … خطاب معوض خطاب
فيلم “حرام عليك” يعد واحدا من أشهر الأفلام التي شاهدناها في طفولتنا، و الفيلم من إخراج عيسى كرامة وتأليف جمال حمدي وبطولة إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري واستيفان روستي ولولا صدقي وعبدالحميد زكي وسناء جميل، بالإضافة إلى الفنان محمد صبيح الذي أدى دور مومياء فرانكشتاين التي عادت إليها الحياة، والفنان نبيل الألفي الممثل والمخرج المسرحي الذي شرفت بالكتابة عنه في كتابي الأخير “نجوم على الهامش” هو من جسد شخصية الطبيب الذي يتحول إلى مستذئب، وهذا الفيلم من إنتاج سنة 1954 وتم تقديمه وقتها في إطار الخيال العلمي المغلف بالكوميديا، حيث يحاول العالم الشرير استيفان روستي نقل مخ إسماعيل ياسين لجسد مومياء فرانكشتاين، وكان يساعده في تلك العملية طبيب شاب وسيم لكنه يتحول إلى مستذئب عندما يقبل الليل.
وكنا في طفولتنا نخاف ونخشى من المومياء جدا رغم طابع الفيلم الكوميدي، نعم كنا نضحك ولكننا في نفس الوقت نخاف منها جدا رغم البدائية الشديدة التي صاحبت إنتاج هذا الفيلم، وكانت المفاجأة التي عرفناها فيما بعد أن الذي جسد شخصية المومياء هو الفنان محمد صبيح الذي اشتهر من خلال العديد من الأدوار الثانوية وتميز بأدائه لأدوار الشر، أما الفنان الذي جسد شخصية المستذئب فهو الممثل والمخرج المسرحي نبيل الألفي الذي بدأ حياته السينمائية بالاشتراك في فيلم “اليتيمتين”، ورغم وسامته وأناقته وإجادته إلا أنه لم يستمر بالعمل في السينما طويلا، حيث شارك في بطولة 10 أفلام فقط قبل أن يعتزل العمل بالسينما، منها “سيجارة وكاس” و”يسقط الإستعمار” و”سر امرأة”، وكان آخر أفلامه “جسر الخالدين” مع الفنان شكري سرحان سنة 1960.
ونبيل الألفي قد يجهل اسمه الكثيرون رغم أنه يعد من رواد فن التمثيل في مصر حيث كان واحدا من بين خريجي أول دفعة تخرجت في المعهد العالي للتمثيل، حيث زامل كلا من شكري سرحان وحمدي غيث وعمر الحريري وعبدالرحيم الزرقاني، وضمه زكي طليمات إلى فرقة المسرح القومي وهو طالب في المعهد، وأوفدته وزارة المعارف مع زميله حمدي غيث إلى فرنسا بعد تخرجهما في بعثة لدراسة فن المسرح، وبينما كان حمدي غيث يميل إلى التمثيل أكثر كان نبيل الألفي يميل إلى الإخراج، وقد قام نبيل الألفي بالإخراج والتمثيل في العديد من المسرحيات التي أصبحت من علامات المسرح المصري، ومن أشهر المسرحيات التي أخرجها “ماكبث” و”إيزيس” و”أهل الكهف” و”بيجماليون” و”شمشون ودليلة” و”ملك القطن” و”كاليجولا” و”أقوى من الزمن” و”بعد أن يموت الملك”.
وتولى نبيل الألفي العديد من المناصب المسرحية في مصر وفي بعض البلاد العربية، حيث عين كمدرس للتمثيل والإخراج في المعهد العالي للتمثيل في سنة 1953، ثم مديرا للمسرح القومي وأسس مسرح الحكيم وأصبح مديرا له في سنة 1963، ثم أصبح عميدا للمعهد العالي للفنون المسرحية فرئيسا لقطاع المسرح ثم أمينا عاما للمركز المصري للهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ثم أستاذا غير متفرغ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، و أعير كأستاذ بأكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد كما عمل خبيرا بالمسرح لدولة قطر، والجدير بالذكر أنه ولد في سنة 1926 وتوفي في يوم 5 نوفمبر سنة 1999 بعد إصابته بمرض الألزهايمر أواخر أيامه.
Discussion about this post