في حضرة مورفيوس

زمن انتظار

التقائي  بالآخر

كنت  معلّقة

أرقص بلا انقطاع

على مدار البعد الرابع

 

امرأة سابحة

رجلاي  تمتصّان  الفراغ

أبحث عن فضاء

أبحث عن مكان

أتوجه نحو اللانهائي

تتقاذفني عشوائية الصدفة

ودقّت  ساعة البدايات

لأعانق التجديد

وفي زمن البدايات

حول عنقي كنت ألفّ حبل الحياة

وأنظم  عقيق  العقد

لأحضن  التجديد

عارية مني

عارية منك

عارية منّا

اليوم

وفي وضوح  انبثاق أول يوم

أتجذّر في كينونتي

أنحدر   منّي

أنـزل أوّل درج

من سلّم السلالة

تنعشني أول استفاقة

أنتشي حتى آخر الحلم

تقودني نبضات حقيقتي

أنا المرأة الزمن

صانعة حياتي

أنا شهوة مشتعلة خلّابة

أنا غواية  مكلومة

أنا لغة جسد وروح

أنـا المعقول واللّامعقول

أحيا من الفرح والنشوة والشعر

أنا الرحم الأولى

أرجوانية المياه

أنبع في أول الفجر اللّـغـز

كتبت أول حرف على ناصية الإنسانية

وهدهدت التاريخ

على ضفاف المجهول

وكل مظاهر الكون

على تبايـن أشكالها وألوانها

وعطورها تعلمني الحب

أصغي لأمومتي وأطرّزها حيوات

تدقّ اللحظة الفارقة

ألِـد العصافير والأشجار والأزهار

أزرع النجوم في الفضاء

أتفجّر ينابيـع زلال وماء

أحلم الشعر وأرضع الشاعر

أثداء القصائد

أتحدّث إلى الله ينتبه لحضوري

ويأتي من أعماقي لله نداء

أنا كفيل  بالشعر والشعراء

امرأة انفجار

بعد التيه في عالمي

وبعد سجني في شِـباكِ  وهم

تفاحة الخطيئة

فتحت شُـبَّاك الاعتراف

وانفجرت في وجه ضعفي وآلامي

ومزّقت السكون

ومعه عاهات المحظورات

فتحت باب القفص وحلّقت

تعلّمت شجاعة المبادرات

فأنا الريح في الغدو والرَّواح

وأنا من أسوق المطرللأرض الجرز

وأنا من آتي مع إشراقة الصباح

امرأة من خيال

أنطّ  على حبال المخيلة بلا كلل

وأعانق   الإبداع  بلا  وجل

أنـا محيط أرفد سواقي الأمل

وفي عتمة الليل وبريق  النجوم

أنا مورفيوس أفرد ذراعي

لحلم يدوم

فأنا  الحلم أفكّ  طلسم وجودي

وجاذبية الحياة

وأصغي لهمس  **ثيوغونيا

وأنسخ تاريخ وأنساب الآلهة

وأرسم خطوتي البِكر

على أرض   التماسيح

وأنا المرأة الفرح

والفرح محور دوران أفكاري

أنصت لجوارحي وفي قلبي

يقام الآذان

ومع استواء حلقات نضجي

تولد الحكمة  أراودها وترتادني

 

بقلم فائزه بنمسعود

14/2/2924

*مورفيوس  هو إله الأحلام في الأساطير  الإغريقية

 

**ثيوغونيا (وتعني «أنساب أو مولد الآلهة» هي قصيدة كتبها هسيود الذي عاش (بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد) وتصف أصول وأنساب آلهة اليونان، وقام بتأليفها حوالي العام 700 قبل الميلادباللهجة الملحمية من اليونانية القديمة.