أحتاجُ نَصَّاً إضافيّاً ليشرحني
فمُعجَمُ الضَّوءِ ما كفّى ولا وفّى
أحتاجُ موتاً خُرافيّاً أقولُ له:
اُدخُلْ عليَّ أباً، لا تأتِني ضَيْفا
هذا الضَّبابيُّ لا عَرّافَ يعرفُه
إلّايَ، أعرفُ عنهُ النحْوَ والصَّرفا
أحتاجُ آخِرَ قُرَّائي ليُخبِرني
عَنّي، ويُشعِلَ ثَوبَ الرِّيحِ في المرفا
لا بُدّ للشاعر المجنونِ من بطلٍ
يعيشُ داخلَه، لا يعرفُ الخوفا
أنا المُطارَدُ حتّى في أصابِعه
كي لا تُضيءَ المدى، أو تُشعِلَ الحَرْفا
فكيف أحملُ بيتي فوقَ أشرِعَتي؟
وداخِلي منذ حربٍ يحملُ المنفى!
أنا أنا، سُبحَةُ الدرويشِ، صَومعةُ المُلّا
وخَلوةُ شيخٍ أدمَنَ الكَشْفا
أنا غِوايةُ نهرٍ لا يُقيمُ على
مجرى، غِوايةُ مجرى ضيَّعَ المَلفى
كأيِّ حُزنٍ عراقيٍّ، كأيِّ عراقيٍّ
يخافُ على بغدادهِ القصْفا
أُصِبتُ بالشَّامِ مِنْ ريعانِ أجنحتي
حَلَّقتُ عُمْراً ولم ألمَسْ لها سَقْفا
أعلى من الغَيم، أعلى من مطارِحِه
أصفى من الماءِ في غَيماتِه، أصفى
الشامُ، مُذ ذبحوها لم تنَمْ شفتي
على غناءٍ ولم تُكمِلْ يدي عَزْفا
وكيفَ أبرَأُ مِن حُبّي لها وأنا
مجنونُها؟ كيف للمجنونِ أنْ يَشْفى؟
بقلم أنس الدغيم
Discussion about this post