بقلم د.بوخالفة كريم _ الجزائر
تُرى هل نتغير من تلقاء أنفسنا..!!؟
أم ننتظرهم ليفعلوا ..
سؤال دائما ما يتراود في ذهني وانا انظر من أعلى الى امتي ! فياليتني وليت قومي يفهمون!
في زعمي ، لم يعد الإنكار هو الطريقة المثلى ، للحفاظ على الأوهام العتيقة ، و الأفكار البالية ، الراسخة في أفهامنا الراهنة،
و المستقاة من أنظمة التدريس والتفكير ، أو مناهج التربية والتعليم لدينا، التي مازلنا نئن تحت حمل آثارها في عقولنا ،
لقد أضحى وَهنُ حُجتنا ، وبُهتان حقائقنا ، واضحاً لكلّ ذي لب في هذا العالم – إلا لنا -، وباتت رائحة أضغاث كثيرة، مما نتلوه ونقدسهُ ، أو نؤمن بمطلقية صوابه تُزكمُ الأنوف..
قأيُّ سوءٍ أهولُ على انسانية المرء ، من لاهوت مقدس قديم مُتهالكٍ، يتعرّضُ إلى كل مناحي الحياة ،
بل إلى كل خاطرة وبادرة فيها ، ويحكمُ من خلال تفاسيره المحروسة، على كل البشر المخالفين له، بالغيِّ والضلال أو الكفر البواح .!! ؟
نعم يا سادة ، إذا لم نبدأ حالاً في تغيير أنفسنا وحالنا ، سأتون إلينا ليغيروننا ..
سيغيروننا ، لأننا تخلينا عن مراكب مسيرنا ،
و ﻷننا تخلينا عن دفّة تغيير أنفسنا ،
سيُغيّروننا .. شئنا ذلك أم أبينا ..
نعم سيُغيروننا ، لكن التغيير – في اعتقادي – ليس الى الكمال الذي ننشدْ ، حاشا وكلا ، بل إلى سوءٍ أقلٌ – بالتأكيد – مما نَحن عليه من حال ..
و الأرجح إلى أشياء وموضوعات ، تناسبُ فقط مُرتقاهم القادم ، أو تمام أطروحاتهم المأمولة ، ومصالحهم العظمى ..
سيُغيّروننا ، كي ينهض التركيب الجديد للعقل الكلي القادم في العالم ,,
سيغيروننا ، و علينا أن نتذكر جيداً ، أنه كلما كانت مقاومة التغيير أكبر ، كانت النهايات صاخبة ومروعة أكثر،،
بلى ،سيغيروننا ، وسينقشون على ما بقي من عقولنا المتحجرة :
هؤلاء القوم ، هم بقيةٌ من قوم اعتقدوا وفهموا أخيراً .. بأن البقاء للاصلح وللاكثر تكيفاً فيما ورد .. وليس للأقوى في البنية والمدد .. أو الأكثر في التناسل والعدد ..
فطوبى لمن هاب الظلمة العتيقة من قبور أجداده ،
ومدَّ يده لنور العقل الرصين ، وسكنَ مِحرابَ العلوم الوضعية والتجريب..
وفارق أغلال لاهوته المؤذي ، قبل أن يندثر ..وتذهب ريحه إلى الأبد ..
Discussion about this post