لا تخجل من كونك شرير احيانا …

لا تخجل من كونك شرير احيانا …

بقلم د.بوخالفة كريم -الجزائر

يقال استوطنَ التشابه فينا ، حتى باتَ الزمان ، يمرُّ علينا ، بلا أيام أو صُدَفْ ..فماعدنا نعلم من منا شرير ومن منا مضلوم

 الجميع يعاني من الجميع .. الجميع ضحية الجميع .. الجميع يعلم انه لا ثقة في الجميع .. الجميع اشرار في نظر الجميع .. فمن نحن .. ؟!

في النهاية قصصنا متشابهة، لا جديد فيها، فالجميع كانوا ضحايا طيبتهم.

في قصتك كنت ملاكاً في غابة تسكنها كائنات انانية استحواذية مدفوعة بهاجس الافتراس عندما تمتلك القوة.

فاجئك عالم ليس فيه شيء مجاني ابداً. لكي تأخذ، عليك ان تدفع، وهناك دائماً خلف الإحسان والكرم والحب دوافع غير معلنه، قد يكون اشباع الذات وارضاء الغرور احداها، او رغبة في رؤية نظرات الاذلال في عينيك. 

من يتمنى لك النجاح نادرون جداً مقابل من يتمنى سقوطك، وهذا طبيعي، فالناجح لا يريد المزيد من المنافسين، والفاشل سيرى فيك الحلم الذي ضاع.

العالم مليء بالطفيليين الذين سيستغلون الطيبة والخجل والتهذيب الذي لازمك.

اخطر ما ستكتشفه ان الكثير من الالتزامات التي كنت ترهق نفسك بها وتعتبرها واجباً، واضعت الكثير من عمرك للوفاء بها، لم تكن ملزم بها وانها مجرد مبادرات كررتها كثيراً حتى اصبحت عادة، والعادة اصبحت واجباً.

حكايات مكررة، انت الحكيم الملاك فيها، ولا يخطر ببالك كم حياة افسدت، وكم كنت وغداً مميزاً في قصص الاخرين.

واذا كان العالم مليء بالطيبين امثالك فمن اين اتى كل هؤلاء الاوغاد؟

لا تخجل من كونك شرير احياناً، فقليلاً من الشر ليس بكارثة، هو ملح الحياة الضروري لتفعيل ارادة الخير فينا.

الخجل ان تكتب رواية مزيفة عنك، مليئة بالأكاذيب.

وتذكر انك لست وحيداً في هذا العالم فكل العالم مليء بالتناقضات!وكل العالم يعاني !!والجميع يرى حياة الاخر أفضل وكل ينظر إلى ما فوقه !!!ولا ينظر إلى مستواه او لمن هم دونه ولا يطأطأ رأسه , واعلم 

اِن كلاً منا له معاناته الخاصة وله متناقضاته.

وكل منا يدعي المثالية وطيبة القلب وحسن المعشر ..

واذا نظرنا لعالمنا من زاوية محايدة نرى الطيبة والمثالية هي استهلاك محلي !!جميعنا نحاول تزيين صورنا فندخل صفحات التواصل الاجتماعي لاظهار الصورة الأجمل منا لنقنع الآخرين بطيبتنا نحن مزيفين لاندخل المواقع باخلاقنا الحقيقية لذلك تلك الصور المزيفة عنا ستسقط أقنعتها وقت الاختبار !!!

كلنا طيبون بالظاهر متناقضون في دواخلنا!

كثيرو الشكوى والتضجر!!!

…فكل منا يشكو من الاخر ولا يحاول تحسين نفسه ولا الاعتراف بكونه شرير احيانا.