عصمت عبد العليم.. مطربة “طار في الهوا شاشي”
غنت مع فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ويجهلها الكثيرون
كتب … خطاب معوض خطاب
عصمت عبد العليم مطربة وعازفة عود ربما لم يسمع بها الكثيرون من قبل، وربما لم يشاهد صورتها من قبل إلا القليلون، رغم أنها مطربة ذات صوت جميل وساحر واشتهرت بأداء الأغنيات العاطفية والشعبية، وقد شرفت بالكتابة عنها في الجزء الأول من كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الذي صدر في سنة 2019، وعصمت عبد العليم هي المطربة التي ظهرت مع الموسيقار فريد الأطرش في أوبريت “بساط الريح” الذي أداه في فيلم “آخر كدبة”، كما أننا بالتأكيد نحفظ ونردد أغنية شهيرة لها دون أن ندري، فهي التي غنت في أوبريت “الليلة الكبيرة” من كلمات صلاح جاهين وألحان الشيخ سيد مكاوي هذه الكلمات:
طار في الهوا شاشي وانت ما تدراشي.. يا جدع
طرفه شاور لي عليه حكم الهوا ماشي.. يا جدع
وقد ولدت عصمت محمد إبراهيم الجندي في يوم 15 فبراير سنة 1923 بالمنصورة، والذي اكتشفها هو الموسيقار الكبير رياض السنباطي، وذلك حينما استمع إليها وهي تغني وتعزف على العود، ولحن لها السنباطي أولى أغنياتها “نجمة في سماكي”، والتي كانت سببا في اعتمادها كمطربة إذاعية، ألا أنها لم تنل ما تستحق من شهرة، ربما بسبب ظهورها في وقت سلطت فيه أضواء الشهرة على مطربات مثل أم كلثوم وفتحية أحمد ونجاة علي، وقد عرفت كمطربة في الإذاعة وفي عدد من الأفلام السينمائية والحفلات العامة، وكانت نجمة معروفة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ومن أشهر أغانيها: “طار في الهوا شاشي” والتي تنسبها بعض المواقع للمطربة حورية حسن على سبيل الخطأ.
وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من الأغنيات الأخرى، ومنها “دي غلاوتك بالدنيا” و”خلاخيلي يا امة رنت” و”ما تقولش يا ريت”، ومن أشهر الأفلام السينمائية التي ظهرت فيها كمطربة: “سيد درويش” و”عائشة” و”قلوب الناس” و”آخر كدبة” و”ظلموني الناس” و”انتصار الشباب”، كما شاركت في عدد كبير من الصور الغنائية التي قدمتها الإذاعة المصرية، مثل: “الطير الحائر” و”الشاعر والوردة” و”جزيرة السبع بنات” و”ست الدار” و”فرح شرقاوي”، ولم يكن رياض السنباطي هو الملحن المعروف الوحيد الذي غنت من تلحينه، فقد غنت من تلحين بليغ حمدي أغنية “روحي فداك” وغيرها ، كما غنت من تلحين محمد القصبجي أغنية “آه م الهوى”، وغنت من تلحين محمود الشريف أغنية “طالعين على سوقنا”، وكما شاركت مع فريد الأطرش في دويتو “بساط الريح” في السينما، فقد شاركت عبد الحليم حافظ في غناء دويتو “البلبل والزهرة” بالإذاعة المصرية.
ورغم أنها تعد مطربة ذات صوت متفرد وجميل، إلا أنها لم تشتهر بين العامة، كما أن وسائل الإعلام لم تسلط عليها الضوء، حتى أننا لا نجدهم قد أجروا معها حوارا صحفيا أو إذاعيا واحدا، ولهذا السبب فقد كنت حريصا على أن تكون عصمت عبد العليم واحدة من الشخصيات التي كتبت عنها في كتابي “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الجزء الأول، والذي صدر منذ عامين عن دار السعيد للطبع والنشر، وكذلك لم تلق عصمت عبد العليم الاهتمام الواجب أو تجد التكريم اللائق بها، سواء في حياتها أو بعد موتها، لدرجة أنها حينما ماتت في يوم 19 يناير سنة 1993 لم يشعر بموتها أحد، حتى أن الصحف القليلة التي نشرت خبر وفاتها، كتبته متواريا وعلى استحياء في صفحاتها الداخلية، وللأسف الشديد هذا ما حدث مع الكثيرين غيرها من المبدعين والمبدعات الذين تم نسيانهم وتهميشهم.
Discussion about this post