كانوا هنا ذات يوم…
لنفترض أن لا وجود للموت …
الافتراض الّذي يعتمد على عدم وجود الشّيء وهو موجود حلمٌ مثير …
قد يصطدم بحقيقة وجود الموت للكائنات الجامدة والحيّة …
بيد أنّ كلُّ ما في الكون له نهاية…
ونهايته عندما تنتهي فوائده …
وإن فكّرنا أنّ الموت هو نهاية الحياة فالشّكل فقط يختلف وتبقى الذّرات الموجودة في عناصر الوجود …هي هي فتتحوّل…
إنّما لا وجود للعالم بما فيه… لولا وجود الفكر المحلّل، والعين الّتي ترى ،واللسان الّذي يتكلّم ويتذوّق ،والسّمع الّذي يميّز الأصوات…
وعندما يشحّ النّظر ويخفّ السّمع يبقى الفكر في عراك مع تأمّلات وذكريات …
ويبقى اللّمس …يتحسّس الفراغ …ويسير عبره ويتوقّف عند الاصطدام بعائق ويتوجّع…
أمّا الوجع فهو علامة الحياة
والموت نهايةُ الوجع
ربّما يكون راحةً أبديّة…
هنا !…العَقْلُ يعجز عن إدراك أبعادِ الموت …
هل نعود الى الحياة ثانيةً بشكلٍ آخر ، طيرًا أو نجمًا أو إنسانا ؟
أم ننتهي ؟!…
والعجبُ!…
تبقى الطّاولة والبيت واللّوحة والكلمة والموسيقى …
ويبقى ما زرعناه وحصدناه من أعمالنا والقلب نابضٌ …ذكرًى للحياة…
ويُقال :كانوا هنا ذات يوم…
الحسناء ٢٠٢٣/١/٦
(أرى الله راعي الكون في مكانٍ …لا كون فيه قد بدأ …لينتهي …
هو وحده اللّانهائي ،وكلّ شيء له نهاية …
ونتساءل :هل الله تُغضبه عنجهيّة البشر ولا يتدخّل؟!…
أم خلق الدّنيا…وترك الحرّيّة للإنسان فعبثَ بها شياطين التّسلّط؟…) تأمّلات في الوجود
بقلم الشاعرة حسناء سليمان …. لبنان
Discussion about this post