للأيام قلبُ القمح،
يتّجه نحو الرحى حيثما دارتْ،
بساعاتٍ مرتجفةٍ يتّجه،
كمسحور نحو الصرير ينقاد،
كمهووس بالألم ..
يعدّ أصابعَه مساميرَ؛
ويهوي بالمطرقة عليها،
بينما تنفّذ الرحى مشيئتها ؛
كمقصلةٍ شابّة،
لذلك ..
كلّ شيء في الداخل.
إنّ سهما لضوءٍ طفلٍ ؛
قادرٌ على تهديد كونٍ من الظلمة،
على اثارة انتباه بيت من الزجاج الأسود،
على التسبّب بكارثة ليومٍ مختبئ!
قادرٌ على شطرِ الظلّ الى نصفين؛
أو تكميم الشمس بجدار من النملِ
كما هو قادرٌ على تجويع الحروب،
أو تدليل الحمّى بفصل من الصقيع،
للمرء أن يحمي صدره من رصاصه؛
لكنه لن يحميه من الأسى،
كلّ شيء مُعدٌّ بمرسومٍ؛
ومستعدٌّ للادانة،
هذه الزنازين المظلمةُ في الجوهر؛
منتظرة لسهم من الضوء
ولو كان سوءَ فهم من سهمٍ طفل،
لذلك..
كلّ شيء ولِدَ في الداخل.
النسر الذي يتدلّى بمشنقة من السماءِ،
والحرية التي تمنحها الأزقّةُ للمجانين،
ما مآل الكون ونحن نتدلّى؟
بمَ سوف تنفعنا الأجنحة؟
نحن أبناء الرقيم ،
المؤمنين بجاذبية اللغات الأصيلة،
والأحجارِ المخضرمة العتيقة،
للجاذبية أيضا سحرُ رصاصة الرحمة،
وفيها خوفُ العجلات من ايقاظ الطريق،
إنّها مراجعةُ ديسمبر لوجه السنة المتغضّن،
وحينما يبدأ اللعبُ ؛
بين حرّاس تلك العنابر،
يهمس الدجى للشياطين،
أنْ.. مِن الانسان تعلّمي،
وكلّما اختاروا ورقة ؛
أخرجَ الآصُ لسانه،
لذلك ..
كلُّ شيء تربّى في الداخل؛
قد تبرأتْ منه الأبالسةُ،
إنّها تقتات على الممكن،
وتسكن في هياكل الممكنين،
كلّ دُهمة ،
وكلّ قنديل،
كلّ همسة شريرة في خاطرٍ،
وكلّ نيّة رحيمة،
كلّ شيء يشبُّ ..
-حفنة ليل أو قبضة نور-
شيء مندلعٌ من الداخل !
بقلم أفياء الاسدي
Discussion about this post