آفة هذا الزمان هي غياب الأخلاق و غياب الدين .. و تراجع الدور الرقابي للأسرة .. و عدم وجود القدوة في البيت و في المدرسة و في الجامعة ..
و طغيان المادة و غلبة الطمع و الجشع و أخلاق الخطف و عبادة الأغنى و الأقوى و الأكثر نفوذا و لو كان لصا معدوم الضمير ..
و عبادة المظاهر و نفاق السلطة و المشي في مواكب الحكام ..
و عولمة الهلس و التفاهة و إثارة الشهوات في كل وسائل الإعلام ..
كل هذه البدايات هي التي قادت إلى الفساد الذي نشكو منه.
ولكن حينما ستغرق السفينة لن ينجو أحد منا ..
فالكبار سوف يسبقوننا إلى القاع ..
لا غالب و لا مغلوب …
لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ربي ..
و تبقى في الذهن صورة عجيبة لهذا الزمن العجيب الذي جمع بين أقصى الشر و أقصى الخير ..
و بين أقصى العلم و أقصى الجهل ..
و بين أقصى الوفرة و بين أقصى المجاعة ..
و بين غاية الحقد و الرفض و بين تعدد وسائل الاستمتاع و يسر العيش و سهولة الإشباع و بين قمة المرح و بين حضيض الاكتئاب !!
ذلك الزمان الذي تجد فيه النفس الفرصة اللانهائية لتنفع و تضر و ذلك في نظري أكبر ميزاته .. أنه زمان الفرص !
السعيد من حاول أن يغتنم لنفسه فرصة خير ومناسبة نفع وأن يجد لنفسه موطئ قدم بين الأقليات العاملة في صمت .. ولينسى مؤقتاً ماذا يكسب وماذا يخسر .. فإن الأغلبية إلى خسارة .. وأكثرهم خسارة هم الذين يبدون اليوم أكثر وجاهة وأكثر مكسباً .. وسوف يسحب التاريخ بساطه فيمحو آثارهم جميعاً ولن يبقى في قائمة الذكر الحسن إلّا أنفع الناس !
ولتتذكر ان تحت التراب يلتقي كل الظالمين ليرقدوا إلى جوار من ظلموهم ..
حيث يتمدد القاتل إلى جوار قتيله ..
والسارق إلى جوار المسروق ..
والمحتال إلي جوار من ضحك عليه ..
والوزير الى جوار الغفير ..
والسيد إلى جوار عبده ..
فى غفلة عميقة إلى نفخة الصور !!
ولا أحد يعتبر !!
ولا أحد يتذكر هذه اللحظة الرهيبة !!
ولا أحد يدرك أنه ميت لا محالة !!
وأنه سوف يبعث .. ويسأل .. ويحاسب حين لا يعود هناك ملك ولا سلطان لأحد إلا الله وحده.
Discussion about this post